بالطبع لا يمكن حصر جميع أنواع البشر في قسمين أو نوعين، لكن يمكن صناعة هذا التفريع إذا حددنا معيار التقسيم وربطناه بمسألة واحدة، مهما زادت أهميتها أو قلت.وعليه فإنه يمكن اليوم تقسيم الناس في البحرين إلى نوعين، وذلك بناء على معيار الوطنية وحب الوطن، والرغبة في العيش حياة طبيعية صحية.اليوم لدينا نوعان من البشر فيما يتعلق بالشأن المرتبط مباشرة بالبحرين كدولة وكيان.هناك نوع يريد أن يعيش حياته في بلده عزيزاً كريماً هانئاً هادئاً. يريد أن يمارس حياته الطبيعية بلا فوضى أو إزعاج أو تنغيص أو تهديد، ومع كل ذلك يريد أن يعيش حياته متحصلاً على حقوقه المكفولة والتي مقابلها يؤدي واجباته تجاه دولته، بما يرضي ضميره ونفسه.وهناك نوع آخر، يقف في الضفة المقابلة للنوع الأول، هدفه الأساس هو تخريب مرامي النوع الأول، شغله الشاغل أن ينسف رغبة النوع الأول وينغص عليه حياته.هناك من يريد أن يعيش في بلده بهدوء آمناً مطمئناً، وهناك من لا يريد للناس أن تعيش هادئة وآمنة، ولا يريد أن يتركها في سلام، وكل هدفه أن يجعل الناس في قلق دائم، أن يقلب حياتهم إلى فوضى وتخريب وإرهاب.النوع الأول من الناس، لا يعني أنهم لا يملكون هموماً، لا يعني أنه ليس لديهم مطالب ومشاكل، ولا يعني أنهم ينظرون للبلد وكأنها مدينة فاضلة، بل هم أناس يربطهم بالبلد الولاء والحب ويريدون الخير لها، وفي المقابل يريدون حلولاً لمشاكلهم، يريدون الاهتمام أكثر، يريدون التحسين والإصلاح.لكن للأسف النوع الثاني، هو الذي يريد للبحرين الجميلة أن تتمزق أن تتفتت أن يسودها الشرخ الطائفي وأن تكون نسخة أخرى من العراق الممزق. النوع الثاني هو من يريد أن يرهب الناس وأن يقلق حياتهم بالمشاكل والإرهاب والصراعات والفوضى المصطنعة.فارق كبير بين النوعين، وحتى إن كان من النوع الثاني من يرفع شعارات له تمس هموم الناس ومطالبهم، إلا أنه يأخذها مطية له ليعتلي على رؤوسهم ويحقق غاياته. من يحب بلده ويريد لها الخير والإصلاح بكل إخلاص، من الاستحالة أن يحرق عوداً أخضر واحداً فيها، من يحب بلده لا يشوه صورتها، ولا يدعو الأجنبي للتدخل فيها، ولا يكون ولاؤه للخارج ولجهات لطالما أرادت الإضرار ببلده، لا يخرج في قنواتهم ولا يتحدث باللغة والمضمون الذي يريدونه، لا يقوم بإرعاب الناس وتخريب حياتهم.هناك نوعان من البشر في البحرين، من يريد أن يعيش في بلد تنهض كل يوم لتشهد حراكا يقوده المخلصين باتجاه الإصلاح والتصحيح وخدمة الناس، وهناك من يريد أن يصحو كل يوم ليرى الدمار والخراب يعم بلده، ويريد أن تتشوه صورتها في الداخل والخارج، ويريد للناس أن تكره العيش فيها.شتان بين الاثنين، وفرق كبير بين من يحب بلده ويعمل لأجلها ويتجرع المر لإصلاحها، وبين من يسكب الزيت كل يوم وأعواد الثقاب وقنابل المولوتوف لا تفارق يده.