ربما كان اليوم الثامن عشر من الشهر الخامس يوماً عادياً بالنسبة للكثيرين، لكنه كان يوماً ذو أهمية بالغة لدى مشجعي نادي اليوفنتوس، حيث توج الفريق بدرع الدوري الإيطالي للمرة الثالثة على التوالي، ولا ينسى أحد الابتسامة التي اعتلت وجه المدرب الشاب أنتونيو كونتي والتي أشعت لتنير لجميع عشاق البيانكونيري بصيرتهم إلى الطريق الذي سيأخذ هذا الفريق إلى نجاحات وإنجازات قادمة، وبات الجميع ينتظر الميركاتو وأصبح السؤال، من يبقى ومن يغادر؟من سيغادر؟ فوزينيتش؟ كوالياريلا؟ بوغبا؟ أسماء بين مؤيد ومعارض من دون أن يتبادر في أذهان الكثيرين أن من قاد السيدة العجوز إلى ما وصل إليه الآن هو من سيكون المغادر. خبر أثار الرأي الرياضي لدى متابعي الكالتشيو، وفي ظل وباء الذهول الذي انتشر بين جماهير اليوفي أصبح الاستنكار سيد الموقف لاسيما أن توقيت المغادرة من شأنه أن يطيح باليوفي إلى الهاوية.يعلم الكثيرون بأنه من مجموع 114 مباراة خسر كونتي في 7 مباريات منهم فقط بدوري الدرجة الأولى الإيطالي ولن أبدأ بسرد إنجازات هذا المخضرم، فهو من صعد باللونين الأبيض والأسود إلى القمة. من جهة أخرى، لن أبدأ بتوجيه أصابع الاتهام إلى من كان السبب في هذه الاستقالة لأن من يستطيع الإجابة على هذا السؤال هو كونتي والذي اكتفى بشكر الجميع على مساندتهم له طوال سنين نجاحه في مسيرة البيانكونيري. أسئلة كثيرة لن تكون إجابتها ذات وقع سهل على نفوس جماهير بطل الدوري الإيطالي. هل قرارات نادي اليوفنتوس هي كما يسميها البعض «عرض الرجل الواحد»؟ هل هناك من يرفض أن يكون هناك رمز يبرز باسم البيانكونيري؟ هل هناك من يضع ثمرات مجهود وإنجازات اليوفي في «مكان آخر»؟ وهل كما يقال اليوفي بمن حضر؟تحية عظيمة لرجل عظيم، لعملاق رفض أن يتواجد اسم نادٍ يقوده في مكان غير القمة. وتبقى سلسلة القرارات المفاجئة لدى السيدة العجوز مستمرة، وجماهيره في توتر وارتقاب وانتظار إجابة لأهم سؤال: السيدة العجوز.. إلى أين؟!