يقولون إن التجارة فن ودهاء وشطارة وفيها الربح وارد وأيضاً الخسارة؛ سواء كانت تجارة نقية أو تجارة غبراء ردية. وإذا سلمنا أمرنا للأقدار فكل إنسان لابد أن يأخذ نصيبه بمقدار، وفي المقابل لابد أن نعي بالحكمة التي تقول لا ضرر ولا ضرار، أي لا نبني منفعتنا على الضرر الحقيقي الذي سيكسبه الآخرين وننسى ذلك طالما أن رصيدنا المصرفي في زيادة كالصاروخ العجيب في فترة زمنية تثير الناظرين.فكلكم تعلمون بضجة رجال الأعمال الكبار عندما أصدر القرار بشأن الخمارات والأعمال الفندقية غير المشروعة، والتي أخجل أن أسميها باسمها الحقيقي حتى لا أجرح مشاعر القراء ويعلقون مستغربين متعجبين؛ أهذا حقيقياً موجود عندنا في البلد؟ فما سبق وسمعنا عنه بهذا الشكل الواضح الصريح، وهل يعقل أننا له من الغافلين؟لذا فلا أخفي عليكم أنه سمعت وجهات نظر مختلفة وكانت معترضة لهذا القرار، والذي أجده كغيري من الغيورين على سمعة أهل البلد من الشباب والناشئين وأنه قرار صائب حكيم، متمنين ألا يتم فقط تطبيقه على فنادق النجمة الأولى والثانية والثالثة بل يشمل كل المستويات. فكان الرفض بالتعليل بأن هذا القرار سوف يضعف المستوى السياحي، وأنه لابد أن نكون متحضرين ونجاري الآخرين ونلبي احتياجات الزوار ورغبات الوافدين، وسوف يطلق علينا أننا بلد غير متمدن، فكل ما يهمنا في الموضوع هو الزوار وما يعتقده المجتمع الخارجي وأنه سيتم تصنيفنا برجعيين. فأنا أقبل بهذه الرجعية على حساب أن تصان عقول شبابنا من الانحراف، وأقبل أن تخف مواردنا المالية القادمة من سياحة عارية خارجة عن نطاق اللاأخلاقية.ولا يحق لأحد أن يحمل عبء تنفيذ القرار على الحكومة، فيا أصحاب المشاريع الردية كان اختياركم من البداية للعمل في هذا المجال حقاً غير مشروع، ولم تتمكنوا أن تحسبوها صح من قبل حتى الانطلاق. وللأسف نسيتم وتغافلتم أننا في بلد عربي إسلامي قانونه ممتد من الشريعة الإلهية. فأنا لا أزكي نفسي إلا أنه لابد من التعقل والتبصر وإيجاد الحلول الكثيرة التي لابد أن تسعد أهل البلد قبل إسعاد من هم زوار لهذا البلد. وهنا أضم صوتي لأصوات الكثيرين أنه ليس فقط المهم من إنشاء المرافق الترفيهية، وإنما المراعاة بالأسعار التي تفرض على جيوب الناس. فالطبيعة الجغرافية فرضت ألا يوجد نهر أو جبال خضراء وأشجار الصنوبر التي مهمتها تنقية الأجواء وتعديل المستوى الحراري والرطوبة غير المنطقية بقدرة ربانية. وفي هذا كله نجد أن الأماكن التي ممكن أن يسعد بزيارتها الكبير والصغير للأسف لا يقدر على تحمل نفقاتها الكثيرين أو لابد أن يتنازلوا عن شيء مقابل شيء بهيج، لتأتي المفاضلة بين ما هو مهم وما يمكن أن يزيد من فرحة البنات والبنين.ورب قبيحة ما حال بينيوبيــن ركوبهــا إلا الحيـــاءفكـان هو الدواء لها ولكنإذا ذهــب الحيــاء فــلا دواء
Opinion
التجارة الغبراء
18 يوليو 2014