شاهدنا جميعاً في الموسم السابق انحدار مستوى الكثير من الأندية الأوروبية، فبعضها يحقق محلياً ولا يستطيع الصمود أوروبياً وكذلك العكس حيث شاهدنا بعض الأندية تحقق أوروبياً وتنحدر محلياً بشكل يثير الدهشة. وبالنسبة لأغلب متابعي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني فإن من احتل المركز الأول في انتزاع اهتمام كل متابعي الدوريات الأوروبية هو نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، حيث نجح الأخير في انتزاع الدوري الإسباني من بين يدي «محتكريه» ريال مدريد وبرشلونة كما نافس في المباراة النهائية على دوري أبطال أوروبا ناهيكم عن بلوغه نصف نهائي كأس ملك إسبانيا.مجهود جبار قام به جميع عناصر الفريق كان من شأنه أن يحرك اسم النادي من المركز الخامس في الموسم 2011-2012 إلى الثالث في الموسم ما قبل السابق ومن ثم إلى تتويجه بطلاً للدوري الإسباني أخيراً حيث لم يتأثر بأي من الأسماء التي نافسها بل ظل يشق طريقه إلى أن وصل إلى القمة والدليل على ذلك تهافت جميع الأندية الأوروبية إلى شراء نجوم هذا الفريق خلال ميركاتو الصيف الحالي.تواردت الأنباء بأن نادي تشيلسي الإنجليزي رصد مبلغ 20 مليون ليحصل على المدافع خواو ميراندا، وقيل أن أتلتيكو مدريد يريد 30 مليون للتخلي عنه. شخصياً أرى أن تفكير أتلتيكو مدريد يجب أن ينحصر على تغطية جميع الثواغر الموجودة في الفريق حيث وكما هو واضح يجب دعم مركز حارس المرمى كما هم بحاجة ماسة إلى ظهير أيمن ناهيكم عن تعزيز قلب الهجوم بغض النظر عن الأسماء المرشحة لهذه المراكز، إلا أن أي استغناء من قبل النادي عن أي من المصنفين كمبدعي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا سيكون مجازفة كبيرة وخطراً يهدد جميع إنجازات الفريق خلال الموسم السابق. ربما يكون من صالح بطل الدوري الإسباني مادياً بيع الأسماء التي تحتاج إليها بعض الأندية الأوروبية لتعزيز صفوفها، لكن الانسجام بين العناصر هو من أصعب معطيات نجاح أي فريق وفي نفس الوقت هو أمر من الصعب تحقيقه ويلزم العناصر وقتاً ومجهوداً كبيرين، وتركيز النادي على المادة هو ما سيحول بين الفريق وهذا العنصر المهم للنجاح.أضحكتني بعض التغريدات التي تسخر من نادي تشيلسي الإنجليزي وصفقاته مع أتلتيكو مدريد، فمنها أن مورينيو قرر تغيير شعار أتلتيكو مدريد الى تشيلسي، وآخر قال بأن من بقي بأتلتيكو مدريد ولم ينتقل هو الرئيس فقط! والتعليق الذي كان الأكثر سخرية هو من أشار أن هناك شخصاً خرج من بيته بقميص أتلتيكو مدريد وقام نادي تشيلسي بشرائه.أعجبني أداء أتلتيكو مدريد الموسم الماضي وما لفت جميع الأنظار هو روحهم القتالية، والتي لو انتقلت إلى جميع أندية الدوري الإسباني لاستطاع الأخير من الخروج من لعنة «توم وجيري» وأصبح الدوري أكثر منافسة وقوة وقتالية
Opinion
أتلتيكو مدريد منقذ الإسبان من لعنة «توم وجيري»!
23 يوليو 2014