«حوسة» الوفاق وذويها ليست في قرار دخول الانتخابات من عدمه، فالأوامر جاءتهم من الحكومات الأجنبية التي تحالفوا معها ضد أوطانهم بأن يدخلوا الانتخابات.. قضي الأمر.. تخلى عنهم الجميع، ليس عند الحلفاء وقت للعبهم (الماسخ) في وقت انتفضت فيه الشعوب على من تحالف مع الأمريكان أينما وجدوا، انتفض الشعب المصري وانتفض الشعب العراقي، وأنهى الشعب البحريني مخططهم، فالوفاق قررت الدخول لأن المخطط فشل، إنما «حوستهم» في كيفية تحويل الهزيمة إلى نصر؟! كما يفعل معلمهم نصرالله في لبنان، فهو يعرف أن سحر البيان ممكن أن يحيل مر الهزيمة إلى نشوة بالنصر. «حوستهم» في «التخريجة الإعلامية» المناسبة لقرار قبولهم بما فرض عليهم، الحيرة هي في صياغة البيان لا أكثر ولا أقل، في كيفية إعلانه بكلمات ومصطلحات وصياغة يخدرون بها جماهيرهم المخدرة، فتظهر الخاتمة وكأنهم حصلوا على ما يريدون وأن ما تبقى هو في طريق النضال الذي سيستمر! هم الآن يبحثون في أدراجهم وأرشيفهم عن خطبة لحسن نصرالله أو خطبة للخميني يتجرعون بها السم حين قبل بشروط وقف إطلاق النار، ونجح فيها بامتصاص غضب الشارع الإيراني فقال لهم إن ذلك القرار لن يثنيه عن إكمال المسيرة والثورة ضد الظلم و..و..إلخ، الوفاق الآن تبحث عن خطبة تتركز على الإسقاطات الدينية والتاريخية تمتص فيها غضب شارعها وتحميها منه، فأياً كانت صيغ «التوافقات الوطنية» النهائية -إن وجدت- فهي أبعد ما تكون عن حلم إسقاط النظام الذي وعدوا جمهورهم أنهم باقون حتى يحققوه، وأبعد ما تكون عن انفرادهم بتمثيل الشعب البحريني، وأبعد ما تكون عن انفرادهم بالتفاوض مع السلطة، فهم أرغموا على الجلوس مع الشعب البحريني وأرغموا على قبول مخرجاته، هم الآن يدرسون ويتدارسون ويبحثون ويتباحثون حول «بيان» قرار المشاركة، ولا يدرسون قرار المشاركة، فالبيان بالنسبة لهم هو المخدر، هو «إبرة البنج» التي ستبقي الجماعة داخل الفقاعة مخدرة نائمة سائرة مسيرة بانتظار تحقيق الحلم.أما جمعيات الذيل ففي «حيص بيص»، هم في اجتماعات يومية حثيثة يبحثون في أرشيفهم عن خطبة لستالين أو لينين أو ماو تكثر فيها عبارات نضال الشعوب وصراع الطبقات من أجل إقناع (الكوميدورز) «الرفاق» بأنهم لم يجروا للمقاعد الانتخابية حباً بها وشغفاً بمزاياها، إنما جروا لها لأنها ستمنع الظلم وتمنع الاستبداد وتحرر الشعوب.خلاصة القول بعد أن حرقوا البلد وزجوا بمئات الشباب في السجون وقتلوا من كل الأطراف العشرات وخنقوا اقتصاد البلد سعياً لإسقاط النظام والانفراد بالقرار، هزموا شر هزيمة وتخلى عنهم الحلفاء ووجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام أبناء الشعب البحريني الذي انتصر لمرجعيته الدستورية وأعطى درساً للتاريخ على كل القوى السياسية أن تحفظه للمستقبل، إنه لا تعديل ولا تغيير ولا تطوير دون توافق الإرادات الشعبية أولاً، ولا يمر إلا عبر المؤسسات الدستورية وعبر أطره المحددة سلفاً، ولن يسمح شعب البحرين بمكافأة العنف والإرهاب أبداً، فهو الذي سيصون وحدة تراب هذه الأرض ووحدة شعبه وسيصون ويحمي دستوره.