لطالما شكلت تسمية الخليج العربي عقدة لدى إيران، ولطالما كانت محط خلاف بينها وبين العرب، فهي تصر على تسميته بالخليج الفارسي بمناسبة وغير مناسبة، وتحاول بين فترة وأخرى فرض هذا الاسم على الشركات العالمية المعنية بالخرائط الجغرافية.آخر اعتراض على تسمية الخليج العربي كان على لسان صالح جوكار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وجاء احتجاجه على إثر ورود عبارة الخليج العربي في خطاب صادر من وزارة الداخلية العراقية إلى دائرة الإقامة العراقية التابعة للوزارة ذاتها مضمونه أن الوزارة وافقت على منح الإيرانيين ومواطني دول الخليج العربي تأشيرات لغرض الزيارة الدينية، أي أن الخطاب داخلي وغير موجه لجهة إيرانية، كما اعترض أيضاً سفير إيران في العراق حسن كاظمي قمي بقوله: «استخدام تسمية الخليج العربي في المكاتبات الداخلية للحكومة العراقية أمر غير مقبول»، بالتأكيد إيران تعتبر العراق تابعاً لها، وهذه حقيقة فهي اليوم تحتل العراق، والمسؤولون الحكوميون فيه ما هم إلا موظفين عند السفير الإيراني بداية من رئيس الوزراء وحتى أصغر موظف، وكتابة عبارة الخليج العربي في المخاطبات الرسمية يعد خطأ فادحاً يرتكبه موظفوها هناك ويجب تنبيههم وتوبيخهم عليه.إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تستفز فيها إيران من التسمية فقد سبق ذلك مرات منها تهجمها على الكويت بسبب ورود عبارة الخليج العربي في كلام السفير الكويتي في طهران وغيرها كثير فهي دائمة التربص في هذا الموضوع، عقدة التسمية هذه لها أبعاد قومية وتاريخية ودينية وسياسية، فهي تصر على تسميته بالخليج الفارسي لتعطي الموضوع بعداً قومياً يمتد إلى مساحة أوسع من حقيقته وتريد العودة بنا إلى التاريخ الذي كانت تسيطر فيه فارس على أجزاء كبيرة من الأرض العربية في حين أن دولة فارس نفسها تغيرت إلى إيران، فلماذا الإصرار على أن الخليج فارسي؟ إيران ترث كل قديم وتدعي أنها تنتهج النهج الحديث، ودوافعها الدينية تقتضي وسم الخليج بالفارسي لأن ذلك يقع تحت التشيع الجغرافي، أما دوافعها السياسية فتبنى على فرض التفريس على العرب والسعي لتحقيق الهيمنة الإقليمية من خلاله، وفي كل مرة إيران هي التي تصعد في هذا الموضوع.بالنسبة لنا الخليج هو المساحة المائية التي تفصلنا عن إيران وتطل عليه بالإضافة لإيران ست دول عربية هي العراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات كما تواجه سلطنة عمان الساحل الإيراني فيه، وعروبة الخليج هي الهوية الحقيقة لسكانه بشكل كامل، فالخليج عربي بضفتيه حتى الساحل الذي احتلته إيران ووقع تحت حكمها تسكنه القبائل العربية ويسمى الأحواز التي تمتد من العراق حتى الساحل المقابل لعمان ولا يوجد ما يتيح تسميته بالفارسي، فهو عربي وسيبقى عربياً.