حين ندعو للمشاركة الفاعلة في الانتخابات بالترشح أو الانتخاب، فإننا نؤمن تماماً أن ذلك من حقوق الإنسان البحريني، ولأن العملية الانتخابية من مظاهر النظم الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان وتعلي من شأنه وتشركه في صناعة سياساتها عن طريق مشاركة الفرد في اختيار من يمثله، وهنا وجب التأكيد على اختيار الأفضل والأكفأ لإثراء التجربة البرلمانية والبلدية وتمثيل طموح الناس نحو التطور والرقي والحرص على مصالح العباد والبلاد للمساهمة في التنمية ومسيرة الإصلاح التي دشنها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى. وإن الحق في المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية في مملكة البحرين، قد سبقه ممارسة عدد من الحقوق المعترف بها دوليا، كحرية التعبير، وتكوين الجمعيات، وحرية الاعتقاد، وتكافؤ الفرص أمام الجميع دون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو المعتقد أو الدين أو الرأي السياسي أو الأصل الاجتماعي أو القومي أو النسب أو غير ذلك. وعليه لا يحق لأحد كائن من كان أن يضر بهذه التجربة الديمقراطية والعرس الوطني أو يتسبب في حرمان أي من المترشحين أو الناخبين من حقه الذي منحه له دستور مملكة البحرين، كما لا يحق لأحد أن يرهب أو يهدد أيا منهم، وقد تابعنا بقلق شديد ما تعرض له بعض المرشحين من إرهاب وتخويف بغية ثنيهم عن الترشح، لكنهم أصروا على خوض المعترك الانتخابي بكل شجاعة رغم التهديد والتخوين والمساهمة بإيجابية في التغيير نحو الأفضل، واثقين في إجراءات الدولة لحمايتهم وحماية الناخبين وحماية العملية الانتخابية برمتها من أي خارج على القانون يريد فرض رأيه بالقوة والترهيب، فالعنف والترهيب سواء أكان بالقول أو الفعل مرفوض، وهو يتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية التي سنها الدين الحنيف، كما يتنافى مع السلوك الحضاري والوطني، ولابد من ممارسة المواطنين حقوقهم الدستورية بكل حرية، على أن مصلحة مملكة البحرين تقتضي اليوم تضافر كل الجهود لإنجاح العملية الانتخابية والسير بعزم وثبات لتحقيق الإنجازات على مختلف الأصعدة وفي كل الميادين، وبدء مرحلة جديدة من العمل والأمل والإنجازات بمشاركة الجميع ليكون كل مواطن على ثقة تامة من حاضره ومستقبله ومستقبل أبنائه.وأرى أنه من الواجب التأكيد ونحن في هذا المنعطف التاريخي الخطير والحساس على النأي بالعملية الانتخابية عن المهاترات والتجاذبات والاساءات والسلوك غير الحضاري، والالتزام بعرض البرامج الانتخابية للمرشحين في أجواء من الود والاحترام المتبادل، ليرتفع الجميع إلى مستوى المسئولية الوطنية التاريخية، لأن الهدف الأسمى هو خدمة البحرين، وهو ما لا يختلف عليه أحد على هذه الأرض الطيبة، عن طريق القيام بالأدوار التشريعية والرقابية والخدمية. محافظ العاصمة