تذكرت لوهلة ما كتبه عضو مجلس الشورى في إحدى تغريداته قبل أشهر من بعد ظهور العراب في إحدى المناسبات خلال زيارة للخارج، حين قال رداً على امتعاض أهل البحرين من ظهوره، إذ كتب بما معناه: «ماذا لو تعلمون عن القادم» أو شيئاً من هذا القبيل، الذي يتوعد فيه أهل البحرين بالقادم من القرارات.اليوم أتمنى أن يخرج علينا عضو الشورى ليقول لنا عن القرارات الموعودة، أين هي القرارات، أم أنتم مجموعة جدالين مكذبين تدجلون على الناس، وتوهمون أنفسكم بانتصارات وهمية وتفعلون بالناس ما تفعله الأفلام الهندية بالشعب الهندي، أو أنكم أناس لا تملون من الكذب..؟أين رئيس التحرير الذي كان كتب أيضاً يتوعد بإصدار وثيقة وبقرارات قادمة، أين أنتم اليوم؟ بل هناك من أصبح يختفي عن المشهد كلما صدرت قرارات حاسمة للدولة، فيذهب ليكتب عن العراق وداعش التي تسبب رعباً للبعض، وعن فلسطين، وهكذا بينما هو قبل فترة يلمز ويلمح إلى قرارات ووثيقة ستوقع، ونحمد الله أن رب العباد لم يبلغكم، وأظهر كذبكم أمام الناس، والمستقبل والغيب كله بيد الله سبحانه وليس بيدكم أنتم.اليوم وفي هذا التوقيت الحساس من عمر الدولة البحرينية نشعر أن هناك قرارات قوية ومصيرية تتخذ بشكل تدريجي غير أن هذه القرارات الحاسمة تلقي بظلالها إيجابياً على الشأن المحلي وعلى سيادة القانون، وعلى هيبة الدولة، وعلى استقرار الوطن.رمضان هذا العام بإذن الله سيكون منعطفاً هاماً للغاية في طريقة تعاطي الدولة مع الشأن المحلي والخارجي. هذا المنعطف الرمضاني إنما هو يشبه انتفاضة الدولة على نفسها، من بعد أن كان هناك ما يشبه «التكتيك» في مرحلة كانت فيها البحرين تحت الأنظار وتحت المجهر من بعد خطط الانقلاب الأمريكية الإيرانية، إنما اليوم بعد مرور ما يقارب الأربعة أعوام تغيرت أمور كثيرة وتبدلت مواقف كثيرة، حتى المراهنة على التحولات الإقليمية إنما هو يقصم ظهر من خان البحرين، وارتمى في الحضن الأمريكي الإيراني.كنت أظن أن الوفاق كلما مر الوقت أصبحت في أسفل السافلين، إلا أن ذلك أيضاً يتغير، فأصبحت اليوم في الحضيض مع مرور الأيام تلو الأخرى، وهذا الانحدار إنما تسأل عنه الوفاق نفسها، فقد فوتت فرصاً كثيرة للحصول على أمور ومكاسب لو أنها انخرطت في الحوارين السابقين أو لوأنهم قبلوا المبادرة أثناء أزمة 2011، إلا أن رب العباد طمس على بصيرتهم، وجعلهم يستكبرون حتى وصلوا إلى ما نرى ونشاهد.سقف الوفاق أصبح في القاع، حتى أن ممثليها أخذوا يطردون من القرى، فبذات الإرهاب الذي تمارسه أطراف كثيرة، فإن هذا الإرهاب أصبح يضرب الوفاق، وما حدث في النويدرات أمر لا يصدق من حالة الإرهاب التي أخذت تضرب من يدافعون عن الإرهاب.اعترفت الصحيفة الصفراء أن هناك من يصنع عبوات مسيلة للدموع في خبرها الذي نشرته، فقد ألقيت على عضو الوفاق في النويدرات، بل ووصل الأمر إلى إغلاق المأتم في وجه ممثلهم، حين خرج عضو الوفاق إلى بيت عبدالوهاب حسين قطع الإرهابيون الكهرباء عن البيت، والبيت ليس مجلساً فقط وإنما هناك أسرة تسكن بالبيت.هكذا أصبح إرهابهم يضربهم ببعض، وهكذا أصبح حال الوفاق، فلم تحصل على ما يحفظ ماء الوجه من بعد وقوفها خلف الانقلاب، ولم تعد لها جماهيرية كما كانت سابقاً، هي تخسر الاثنين معاً، لذلك لا ينبغي أن يلقى إليهم طوق نجاة، إنما الوقت كفيل بأن يجعل كما يقول إخوتنا المصريون: «الحلل بتخبط في بعض»..!على الجانب الآخر فإن هناك أنباء عن اقتراب الأمور من الحسم في موضوع الاتحاد الخليجي، وأن هذا الاتحاد قد يضم ثلاث دول في بادئ الأمر مع فتح الباب لمن يريد الدخول من الدول الأعضاء، وإن حدث هذا أيضاً، فإنه قاصم للظهر لمن يريد الشر والانقلاب والإرهاب بالبحرين.نتمنى أن يوفق الله قادة الخليج إلى ما فيه الخير والسداد، وأن تقرب وجهات النظر سريعاً، وأن تذلل العقبات من أجل قيام الاتحاد الخليجي، فالأنباء طيبة في هذا الخصوص.رمضان 2014 ربما هو انعطاف هام في مسيرة الدولة البحرينية، وأعتقد جازماً، أن قرارات أخرى ستتخذ بإذن الله في الأيام القادمة، في الوقت الذي لا يخفي أهل البحرين فرحهم بقرار حظر الخمور والمراقص في فنادق الثلاث نجوم، وموضوع الخمور والدعارة لا تنفصل عن موضوع الأمن، إذا أردنا الأمن لبلادنا علينا أن نغلق هذه الأماكن المسيئة والتي تغضب رب العباد، الأمن يبدأ من هنا.** هذه الخطوة الهامةخطوة هامة قام بها أهالي شهداء الواجب الوطني حين قرروا رفع قضايا ضد من حرض على قتل أبنائهم.هذا التحرك بشكل قانوني وبطريقة إيجابية إنما هو أمر مطلوب جداً، وأن يترك الأمر للقضاء ليفصل فيه، ونتمنى أن نرى ذلك اليوم الذي يحكم فيه القضاء بأحكام قوية ضد هؤلاء الذين يعيثون فساداً وتقتيلاً في النفس التي حرم الله، فالمحرضون من فوق المنابر تعلق الذنوب برقبتهم أكثر من الفاعل، ويستحق ذات عقاب المجرم الإرهابي. وما إن خرج هذا الخبر حتى أخذ الدجال يخطب بأنه مع السلمية، وسلميتكم نعرفها جيداً، ونعرف ما تعني، شاهدناها في عام الانقلاب بأم أعيننا.. ما أكذبكم..!