كما قالت مسؤولة العلاقات العامة بوزارة الثقافة عليها أن تكون دوماً مستعدة بالخطة باء (بلان بي) أو حتى (سي) أي بالبدائل إن استدعى الأمر، كي تتمكن من إنجاز مهامها المطلوبة منها لتقديم البحرين بأفضل صورة تليق بضيف شرف منتدى يتواجد به هذا العدد الكبير من وسائل الإعلام كمنتدى أصيلة، وكذلك يفعل ويفكر كل بحريني موفداً للخارج من قبل حكومة مملكة البحرين في كل موقع، فالبحريني تعود أن يتأقلم مع شح الموازنة المصروفة ومع تأخيرها وهو الذي يسافر من أجل تمثيل بلاده في الخارج دبلوماسياً كان أو عسكرياً أو طالباً، جميعهم يخلقون شيئاً من لا شيء، وجميعهم لا يتحدثون عن تقتير بلادهم أمام الآخرين، يصبرون ويتحملون وينجزون مهامهم وبعضهم يصرف من جيبه وهو ساكت.إنما في البحرين مازال الأمر خاضعاً لتقتير وبيروقراطية لا تتناسب مع المهام التي يجب أن تناط بكل بحريني خارج البحرين، يؤسفنا أن مسألة تسويق البحرين في الخارج عملية لا تخضع لرؤية حكومية شمولية في وقت هي بمثابة السلاح الضروري والحاسم في معركتنا نعالج فيه آثار الدمار الذي تسببت به تلك المجموعة ونعيد من خلالها ترتيب أوراقنا ونحصن بها نفسنا دولياً.منتدى كأصيلة أو غيره من مناسبات التمثيل الخارجي للبحرين في معارض أو مؤتمرات أو أي نوع من المشاركات حيث وسائل الإعلام وحيث الأوساط الثقافية تتواجد بكثافة يجب أن تولي البحرين الأهمية القصوى للشكل الذي ستظهر به، وتنتهزها فرصة لإعادة تسويق البحرين سياسياً واقتصادياً وثقافياً من خلالها، خاصة تلك المناسبات التي تمثل البحرين فيها مؤسسات أهلية أو شخصيات عامة بحرينية، فعن طريق هؤلاء تستطيع البحرين أن ترسل رسائلها إلى المجتمع الدولي بشكل مختلف عما ترسله البعثات الرسمية، تلك المناسبات فرصة للدفاع عن البحرين لا أن تنظر إلى هذه المناسبات أنها خاصة بهذه الوزارة أو تلك، أو أنها «مصاريف» لا داعي لها لهذه الوزارة أو تلك، فتقتر عليها أو تؤخر صرف موازنتها، وكل وزير يعاند الآخر ظناً منه أنها معركة شخصية!! الحمد لله أن الشباب البحريني -كالعادة- تعود على خلق البدائل، ويملك من النخوة والاعتزاز والحب لوطنه ما يجعله خلاقاً لها يعوض بها تقتير الحكومة وبيروقراطيتها، فتحت الظروف التي كان بها الشباب البحريني المبتعث لأصيلة لما كانت البحرين ستظهره بما ظهرت عليه من صورة مشرفة لفتت الأنظار الإعلامية لولاهم.«عيالنا» فعلوا المستحيل لتعويض النقص في المال وفي الوقت لتوفير البدائل كي تتماشى احتياجاتهم مع موازنتهم، حتى الحمير استخدمت لنقل المعدات بدل الشاحنات! وصنعوا المجسمات في المغرب بدل تلك التي تأخر وصولها، لم تقف أمامهم عقبة، في أحيان كثيرة عملوا لأكثر من 36 ساعة بلا نوم، ولو توفرت لهم الأسباب لكنا رأينا العجب، وحتى حين مغادرتنا بعضهم لم يكن ينل من النوم سوى ثلاث ساعات في اليوم، حتى ظهرت البحرين طوال الموسم بأفضل صورة وأشاد بها الجميع ولفتت الأنظار بمثقفيها بفنونها بأداء موظفي وزارة الثقافة بفريق (الآي تي) البحريني، والحق يقال كان للشعب المغربي الأصيل بما فيهم مغاربة مقيمون في البحرين ذهبوا فقط لمساعدة الوفد البحريني وتسهيل مهمته، دور كبير في تسهيل مهام البحرينيين لأن للبحرين مكانة خاصة لديهم.تسويق البحرين في الخارج ونقل الحقائق والواقع السياسي والثقافي لم يعد مهمات سياحية وترفيهية وتسوق، علينا النظر لهذه «السفرات» بجدية وتوظيف كل الإمكانات المتوافرة لإتمامها بالوقت وبالشكل المطلوب، إنما لتحقيق هذا لابد من توجيه يأتي من القيادة يضع رؤية شمولية لهذه المهمة وتصدر الأوامر لكافة الوزراء للنظر في كيفية توظيف هذه الفرص، لا أن تترك هذه المهام الحساسة والخطيرة خاضعة لأمزجة في وقت ننتظر مثلها بفارغ الصبر كي نعوض من خلالها ما فاتنا. (تعجبني سياسة سلطنة عمان التي رغم إمكاناتها المحدودة إلا أنه حين يتعلق الأمر بتمثيل السلطنة في الخارج فالأمر له وضعه الخاص الذي يتماشى مع الصورة التي تحب السلطنة أن تظهر بها للعالم).