نتوقع مع قرب موعد الانتخابات بأن تكون هناك محاولات للتأثير سلباً عليها، سواء عبر انتقاص دور البرلمان من جانب الجهة التحريضية الانقلابية، أو عبر استنهاض الاستياء الموجود لدى المخلصين بحيث يوجه بشكل سلبي تجاه الممارسة الديمقراطية التي لا ذنب لها سوى أن بعض من وصلوا للكراسي ليسوا أهلاً لها.بالتالي توقع افتعال بعض القلاقل الأمنية ومحاولة تشويه الصورة الإعلامية للبلد في الخارج مجدداً، ورفع العقيرة بتحدي الدولة والقانون، أمور يسهل التكهن بها، باعتبار أن هذا «ديدن» من سعى طوال السنة الماضية وشهور هذه السنة للتكسب من وراء إعلانه أمام العلن معاداة الدولة واستماتته في جلساته المغلقة للخروج ببعض المكاسب التي خسرها من نفسه.البيان الموجه من جلالة الملك حفظه الله إلى مجلس الوزراء فيه كثير من المضامين والرسائل المهمة، خاصة ما يتعلق منها بتطورات المشهد البحريني مؤخراً.حمد بن عيسى في ظل توجيهاته للحكومة لتعزيز دورها في حفظ استقرار البلد والأمن لأهله، أكد بأن الدولة والنظام يقفان بقوة وفي صف واحد مع المخلصين من أبناء الشعب، وهذه رسالة صريحة وواضحة لمن تملكه الإحباط والقلق تفيد بأنه مهما يحاولون بث الأكاذيب أو التسريبات الملفقة أو تصوير أنفسهم -أي المحرضين والانقلابيين- بأنهم متقدمون خطوة على النظام والمخلصين للبلد، فإن الحق في النهاية هو الراسخ، مشروع جلالة الملك الإصلاحي هو القائم، إجراءات الحكومة وأداؤها بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان هي الاستراتيجية الوطنية الثابتة، وأن الشعب المخلص الذي وقف مدافعاً عن تراب البحرين الغالية هو ثروة هذه الأرض الطيبة وهو سدها المنيع.نعم، نحتاج لتطبيق أقوى لمحاربة التطرف والتحريض ومحاولات شق الصف وبذر بذور الطائفية، وكما يؤكد ملك البلاد دوماً فإن البحرين حاضنة لجميع أبنائها، لا تشك في ثبات المخلصين من أبنائها، ولا تقطع الطريق أمام من أخطأ ليعود إلى صوابه، لكن أيضاً للقانون كلمته، وللحلم صبر وسعة، وهذا يحصل حينما يتم التطاول على أغلى شيء نملكه، وهي البحرين.المخلصون من أبناء هذا الوطن حتى وإن كانوا يعايشون هموماً يومية متمثلة بالخدمات أو المستوى المعيشي، إلا أن هذا كله من الاستحالة أن يجعلهم يرخصون ببلدهم ويتنكرون لنظامهم وأن يتركوا واجب الدفاع عن البحرين بأي شكل كان. هنا الفارق بين من يحب بلده ومن يبغضها، بين من يبنيها برغم ألمه وبين من يأكل من خيرها ويتنعم به ثم يحرقها ويشتمها ويجحد بنعمتها.الرسائل العديدة والكثيرة التي أرسلتها العوائل البحرينية لجلالة الملك في ظل هذا التوقيت الذي باتت البحرين وكأنها تمر من «عنق زجاجة» جديد، هذه الرسائل إثبات بأنه مهما حصل ومهما تقلبت الأحداث فإن ثبات المواطن هو هنا على تراب أرضه، وصموده هنا أيضاً إلى جنب قيادته، يتعاضد مع رموزه في الحق وينصح ويمارس حقه في الحديث حباً لمزيد من الإصلاح، لكنه أبداً لا يخون.هذه الخطوة جزماً أثارت من مازال كره البحرين يكبر في قلبه، استفزت من كان يريد رؤية صف هذا البلد ينشق ووحدة أهله تتشرذم. الرسائل حملت تواقيع عوائل بحرينية من الطائفتين الكريمتين، لم تلزم بذلك لكن حرصها لبيان وجودها وعلو صوتها ووقفتها مع قائد البلد ونظامها ورموزه وحبها لهذا التراب هو ما حركها. بالتالي ما أكثر شيء يحرق قلب الخائن حينما يرى المخلصين صفاً واحداً وسداً منيعاً أمام مطامعه؟!وبحنكة ربان السفينة، أكد جلالته على تقديره للدور الذي تقوم به حكومة البحرين برئاسة الأمير خليفة بن سلمان، معظماً الدور المهم الذي يقوم به هذا الرجل المحنك الذي لا تنسى البحرين أفضاله مهما امتد الزمن، ولسنا نحن من يشهد لأسد البحرين بحنكته وخبرته بل أكد على ذلك ملك البلاد حفظه الله مشيراً للتأثير القوي للأمير خليفة في نهج التواصل ولم شمل الناس والقبائل والعوائل البحرينية والحركة الدؤوبة المتواصلة في قربهم من الشارع وانفتاحه على الناس، إضافة لدور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد في رفد هذه الجهود بحراكه وفكره الشاب المتطلع للمستقبل.ما قاله جلالة الملك حفظه الله يتعدى كونه بياناً في رد على بيان لمجلس الوزراء، يتعدى كونه إجراء بروتوكولياً عادياً، ما قاله تثبيت لدعائم الدولة البحرينية القائمة على الروابط الأسرية والعلاقات القوية بين مكوناتها وأطيافها. هو إعلان ثبات وقوة ومضي في نهج الإصلاح ووقوف صلب أمام أية تهديدات وتحديات.لسنا نجامل هنا، فحمد بن عيسى وخليفة بن سلمان وسلمان بن حمد لا يحتاجون مجاملة، هم يعرفون تماماً كيف هو شعب البحرين المخلص، لكننا نوثق للتاريخ موقفاً يؤكد على وقوف الناس مع بلدها وقيادتها، نستذكر حدثاً لا يفرح له من يضمر الشر لأمنا البحرين.حفظ الله هذا البلد وقيادته وحكومته وشعبه من كل كيد وشر.