تكلمنا قبل نحو أسبوع من الآن عن السلبيات الكبيرة التي يعاني منها أهل هذا البلد وكل المقيمين والوافدين ومن يستخدم الطرق في مملكة البحرين جراء الكثرة المفرطة في وجود الإشارات الضوئية، وما تسببه من ازدحامات ومشاكل للناس، إضافة لضياع وقتهم في الشوارع وعند الإشارات الضوئية في كل يوم وحتى في كل ساعة.استكمالاً لبعض الملاحظات الهامة التي وصلتني من بعض القراء، كان بعضهم يشدد على أن يكون الحديث عن مشاكل الإشارات الضوئية وكثرتها متزامناً مع الحديث عن كثافة المطبات الصناعية في شوارع البحرين، إذ لا تخلو مدينة أو قرية أو شارع من وجود مطبات صناعية، سواء كان وجودها حاجة ماسة ومهمة أو ترفاً لا معنى له أبداً.بعض القراء الأعزاء علق على هذا الشأن قائلاً: «لا تنسى أخي الكتابة عن كثرة المطبات الصناعية، حيث إنني زرت معظم بلدان العالم المتحضر ولم أرَ مطباً صناعياً واحداً، فكيف بنا ونحن نشهد عشرات المطبات بل المئات في مشوار واحد فقط، وهي بالتالي تزيد من استهلاك البترول إضافة إلى تعطيل غير مبرر للوقت وزيادة استهلاك الفرامل وتدمير نظام التعليق بالسيارات». انتهى.هذه إحدى الردود حول ما يتعلق بالمطبات، أما آخر فإنه تحدث لي عن هذا الأمر قائلاً: «لا أعلم ما هي الفائدة المرجوة من كثرة المطبات الصناعية في بلد صغير جداً كالبحرين؟ وكيف يمكن أن نتحدث عن سلاسة سير المركبات في شوارع البحرين في ظل وجود هذا الكم الهائل من المطبات العشوائية في كل الشوارع، والتي من المؤكد أنها تعيق حركة السير بطريقة انسيابية وطبيعية».يكفي أن تقوم الجهة المعنية بتزيين الشوارع بالمطبات الصناعية، هو أن يقدم بعض الأهالي رسالة ولو من منطلق غير هندسي أو عملي أو موضوعي، بل حسب رغبتهم الشخصية في وضع أكثر من مطبة واحدة في الشوارع المحاذية لمنازلهم، فتستجيب لهم تلك الجهات بصورة سريعة جداً، تحت يافطات عاطفية، في المقابل وبسبب رغبات ثلاثة من القاطنين في تلك الشوارع، تتكدس آلاف السيارات، وتزدحم بها الطرقات ويضيع وقت الناس.ليس هذا وحسب، بل هنالك شوارع تخلو تماماً من أي واجهة لأي منزل، ومع ذلك يستغرب البعض من قيام الجهات المعنية بإنشاء مطبات صناعية فيها، خصوصاً أن تلك الشوارع تقع في مناطق وأحياء راقية جداً، وهذا يمثل إزعاجاً على المدى البعيد لكل القاطنين هناك ولكل مستخدمي تلك الشوارع، كما إن هذا الكم الهائل من المطبات، لا شك وأنه يمثل استنزافاً كبيراً من موازنة وزارة الأشغال.نحن ندرك حرص الجهات المعنية بهذا الشأن، خصوصاً فيما يتعلق بسلامة الناس والحفاظ على أرواحهم، بل ندرك كل الإدراك أن بعض المطبات وبسبب سوء استخدام الكثير من السائقين للشوارع، أصبحت ضرورة ملحة لأجل المحافظة على أرواح الناس، خصوصاً الأطفال منهم، لكن العتب هو في المبالغة غير المدروسة في إنشائها وفي وفرتها وفي طبيعة بعض المناطق التي لا تحتاجها، كما إنها أصبحت من العوامل الفعلية التي تفسد سيارات مستخدمي الطرق، وتستنزف أوقاتهم وأعصابهم معاً.المطلوب هو أن تقام المطبات الصناعية في حدود ضيقة ووفق تقارير هندسية ومرورية دقيقة جداً، وألا توضع وفق أهواء ورغبات الأهالي فقط، خصوصاً حين تتعارض تلك الرغبات الشخصية مع المصلحة العامة للناس أو تتعارض مع هندسة الشوارع وحركة انسياب السيارات فيها، كما من الضروري التزيين بصورة جميلة وبشكل واحد في كل شوارع البحرين، وأن يكون ارتفاعها واحداً كذلك، لأن ما نشاهده في بعض المطبات، يعطينا انطباعاً أن من قام بإنشائها يفتقر للذوق والشكل الجمالي.
Opinion
المطبات الصناعية واستنزاف الوقت والميزانية
02 أكتوبر 2014