كل عام وجميع المسلمين بألف خير، وأجمل وأشرف الأعياد هي تلك التي تطل علينا وعلى كل أبناء هذه الأمة الإسلامية والعربية بكل خير وصلاح وعافية، فعيد الأضحى من أشرف أيام العام، حيث يتوحد كل المسلمين في بقعة طاهرة مباركة، لتسقط كل الفروقات والطبقيات وتندك تحت اللون الأبيض الذي تتساقط تحت نصاعته كل الامتيازات البشرية في يوم من أفضل أيام الحياة.نتمنى في يوم العيد أن تتوحد هذه الأمة وتتكاتف فيما بينها على الحب والنفع لما يفيدها، وترك كل ما من شأنه أن يزيد من جراحاتها وخلافاتها، وأن تنتبه لأقدارها وترسم مستقبلها بعيداً عن كل الأحقاد والصراعات الطائفية البغيضة، فالأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت والأحداث، فالمنطقة العربية والإسلامية تمر بمخاضات عسيرة جداً، وفي حال استمرت هذه الأمة في سباتها العميق، فإنها لن تصحو على خير.إن للمسلمين مجموعة من المحطات المهمة جداً، يجب أن تستثمر في الطريق الصحيح، فعيد الأضحى يعتبر من أهم تلكم المحطات التي تدعو للتأمل في كيفية التعامل الكامل على الصعيد الإنساني مع أنفسنا ومع الآخر المختلف، بعيداً عن كل ما يحفز النفس البشرية على العصبية والعرقية، فهذه القيم السلبية التي حاربها الإسلام، نجدها اليوم تطغى بقوة في سلوكيات أبناء المذاهب الإسلامية، ومن هذا المنطلق شاهدنا الكثير من المسلمين ينطلقون من الحالة الإسلامية السيئة في مواجهة الأزمات، مما ساهم في بقائهم آخر الركب.في يوم الأضحى، كما هو في يوم الفطر، يجب أن نتعلم الدرس وأن نكثف من تأملاتنا في أوضاعنا المأساوية لأجل تصحيح الأخطاء، رافضين أن نعمق من جراحاتنا عبر الخوض في الدماء التي نهانا الله تعالى عن الخوض في قطراتها فضلاً عن بحارها، فالأوضاع الإسلامية القلقة تشي أن هنالك حرباً ضروساً قادمة من جهة التطرف الغربي والصهيوني وكل الجماعات الإرهابية في العالم الإسلامي، ولهذا يجب على المسلمين أن يحذروا من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم في السر والعلن، وأن يستيقظوا من نومهم العميق الذي طال كثيراً جداً بسبب انتشار روح الفرقة والانغماس في سلوكيات الكراهية من المحيط إلى الخليج.في عيد الأضحى المبارك، نحذّر كل المسلمين أن ينجرفوا خلف النداءات المُهْلِكة التي تصدر من دعاة الشر، وأن ينتبهوا من غفلتهم ويستيقظوا من سباتهم، قبل أن تتقطع بهم السبل فيضلوا الطريق، كما نأمل منهم أن يصححوا أوضاعهم وأن يلتفتوا لطبيعة القضايا الخطيرة المحيطة بهم. هذا أهم ما ينبغي أن نتعلمه في يوم العيد، حتى إذا تحدثنا عن الحب والخير والصلاح في أيامه وساعاته، فإننا نعي ما نقول، وكل عام وأنتم بألف خير.
Opinion
دروس عيد الأضحى المبارك
04 أكتوبر 2014