جاء في عناوين الصحف العالمية قبل أيام «عودة رواد فضاء إلى الأرض بعد أن أمضوا نصف عام في المحطة الدولية».وتشير التقارير الأخبارية أنه عاد رائدا فضاء روسيان ورائد فضاء من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» إلى الأرض بعد أن أمضوا نحو ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، وهبطت مركبة الفضاء الروسية «سويوز» وعلى متنها قائد المحطة السابق الأمريكي «ستيف سوانسون» ورائدا الفضاء الروسيان «الكسندر سكفورتسوف وأوليج ارتيمييف» في قازاخستان، وعاد الرواد الثلاثة إلى الأرض في نفس المركبة «سويوز» التي نقلتهم إلى المحطة الدولية في مارس، وغادروا المحطة بينما كانت تحلق على ارتفاع 418 كيلومتراً فوق شرق منغوليا.وإلى جانب القيام بمهمتين روسيتين للسير في الفضاء قام الطاقم برقم قياسي من التجارب العلمية، وحدثوا نموذجاً لإنسان آلي وأصلحوا المعدات المعطوبة، ويوجد في المحطة الدولية الآن قائد الموقع الجديد وهو الروسي ماكسيم سوراييف ومعه رائد ناسا ريد وايزمان ورائد وكالة الفضاء الأوروبية الكسندر جيرست، ومن المقرر أن ينضم إلى الطاقم ثلاثة أفراد آخرون من بينهم أول رائدة فضاء روسية تعمل في المحطة. انتهى الخبر المزعج.في الوقت الذي يتقاسم فيه العرب الرغيف والدم والأرض على هذه الأرض، تتحرك مركباتهم لغزو الفضاء، فهو بالنسبة للغرب وبعض الشرق مشروع مستقبل زاهر، لم تعد كل من واشنطن وموسكو ومعهما عواصم غريبة أخرى يرغبون العيش على هذا الكوكب الفوضوي، فمع القادم من الأيام سترسل إليهم مركباتهم الفضائية إشارات واضحة جداً بأن هنالك أملاً في الحياة على كواكب أخرى، وسينتهي بعد ذلك عصر النفط والذهب والغاز، وحينها سنظل نبحث عن بدائل للعيش قبل عجزنا الحقيقي في البحث عن مصادر جديدة للطاقة، إن استطعنا إلى ذلك سبيلا.كل ما نعلمه نحن العرب اليوم أن هنالك نفطاً في الأرض وسيارات وربطات عنق وجواريب من حرير، كما أن هنالك أيضاً صناديق للمكياج وعطورات مستخرجة من الغزال العربي، كلها تأتينا من عواصم الموضة، هذا حدود علمنا، أما ما نجهله جميعنا فهو سر الغزو الخارجي للفضاء وسر الاكتشافات التي ستغير من طبيعة الحياة والوجود خلال العقود الزمنية القادمة.في الوقت الذي يتصارع فيه العرب على أحقية هذا المذهب أو ذاك، وفي اللحظة التي تنهمر شلالات الدم من عواصم الدول العربية على من يملك أكبر رصيد من الكراهية، يتفق الخصمان اللدودان أمامنا فقط -أمريكا وروسيا- على الرحيل سوية إلى فضاءات واستكشافات علمية بعيدة المنال عن أيدينا، فنحن احترفنا الذبح والحقد والقتل والسبي، واعتدنا ممارسة قضايا لم تعد ذات اعتبار في واقعنا الحاضر، أما أولئك الذين نصفهم بالصليبيين فإنهم هربوا من دنيانا عبر البوابة الخلفية نحو مدن العلم والحضارة والتقدم، تاركين لنا مشاريع الفتنة والتخلف والسذاجة نتسلى بها حتى حين، وحينها لا عزاء للمتخمين بالضياع.