تناولت في عمودي السابق شكوى لأحد المواطنين الذين يعانون من تصرفات بعض المرشحين وإزعاجهم المتكرر له ولأفراد عائلته، وأكوام المطويات والمنشورات الخاصة بالمترشحين الذين يتعمدون في وضعها على مقبض باب البيت تارة ورميها تحت باب المنزل، أو رميها من فوق سور البيت، أو وضعها في مقبض باب السيارة الخ.. ووردتني رسائل من السادة القراء وددت مشاركتها معكم.يقول أحدهم؛ بالفعل أن المرشحين للانتخابات القادمة مزعجون جداً، وأستغرب من تصرفاتهم بعضهم الغريبة وغير المبررة، حيث إنهم يظهرون بطريقة مزعجة قبل الاقتراع ويلحون في طلب ودنا بشكل مشين، ولكن أكثر ما يزعجني فعلاً في تصرفات المترشحين هو طريقة الإعلانات التي يتم وضعها في كل مكان للتعريف بأنفسهم ومخالفتهم لقانون البلدية، فتجدهم يتزاحمون في وضع إعلاناتهم بشكل يعيق المرور والنظر، ويعيق من استخدام المارة للأرصفة. وختم قوله؛ لو اجتهدوا وتعرفوا على أهالي المنطقة لما تكبدوا عناء دفع هذه المبالغ لكي يعرفوا عن أنفسهم. يقول آخر؛ تفاجأت ذات ليلة بوقوف امرأتين عند منزلي، وقد كانت المرأتان متغطيتين بالكامل، فظننت بأنهما من أحد الأسر المتعففة والتي تطرق الباب أحياناً لطلب المساعدة، فأخرجت من محفظتي مبلغاً من النقود واتجهت لهما، ولكنني فوجئت بإحداهن تخرج ملفاً مليء بالأوراق وتطلب مني التعرف على عدد أفراد أسرتي. توجست خيفة من أمر هاتين السيدتين ووسوس لي الشيطان بأنهما «عصابة».. فسارعت بسؤالهما عن سبب طلبهما الغريب، فأجابت إحداهن نحن من حملة المرشح «فلان»، واختتم حديثه.. لماذا لا يقوم المرشح الفاضل بزيارتنا بنفسه والتعريف عن أهدافه لنا أم أنه يترفع عن هذا الفعل ويكتفي بإرسال النساء نيابة عنه؟!يقول أحد القراء؛ لم أستنكر أبداً رغبة العديد من المترشحين في تغيير صورهم على ورقة الاقتراع، لاسيما وأن عدداً كبيراً من المترشحين بالغوا في استخدام تقنيات تعديل الصورة، وأصبح هناك فرق فعلي بين صورهم في الدعاية الانتخابية وصورهم الرسمية المقدمة في ورقة التقدم للترشح. ويضيف قائلاً.. بالغ عدد من المترشحين في إزالة آثار العمر، وبعضهم جعل جسمه أكثر رشاقة والبعض الآخر بدا أكثر بياضاً. ولكن المشكلة الحقيقية أن الشكل الحقيقي أصبح لا يطابق الصورة الجديدة، وأعتقد بأن المترشحين بحاجة إلى طبيب تجميل ليقوم ببعض التعديلات كما قام بها برنامج «الفوتوشوب».وقال أحد القراء.. كلمة «إزعاج» لا تصف ما أعيشه يومياً من إزعاج انتخابي، حيث إن المترشح «الفلتة» نصب خيمته في المساحة الملاصقة في منزلي، وقد بدا الأمر في بدايته عادياً، حيث حضر المرشح «الفلتة» واستأذنني في نصب خيمته الانتخابية واعداً إياي بعدم التعرض لخصوصيتي أو إزعاجي، وبما أنه ابن المنطقة و»يمون علي» وافقت دون تردد، إلا أنني أعيش إزعاجاً حقيقياً و»تحسفت» على قراري، حيث إن العمال الذين استعان بهم لنصب الخيمة، والذي يبدو عليهم بأنهم «عمال فري فيزا» حيث إنهم لا يرتدون أي زي يدل على عملهم لدى شركة معينة، باتوا مزعجين جداً؛ فتارة يطلبون مني التسلق على جدار منزلي لتثبيت بعض الإعلانات، ومرة يطلبون مني إمدادهم بالكهرباء لاستخدام معداتهم الكهربائية، والأدهى من ذلك كله أن رواد مقره الانتخابي يركنون سياراتهم أمام بيتي كل ليلة، وعندما اتصلت بالمترشح لأعرب له عن «انزعاجي» قال لي «أنا مشغول حالياً!»، استغربت من رده الذي ذكرني برد نوابنا الأعزاء في التهرب من متطلبات أبناء منطقتهم عند وصولهم إلى قبة البرلمان.. وأعتقد بأن هذا المرشح «الفلتة» ارتدى قبعة النائب قبل معرفة نتيجة الاقتراع.. سأكتفي معك بهذا الحد لهذا اليوم... وللحديث بقية