مازال مسلسل ضرب الطلبة في بعض من مدارس البحرين من طرف بعض المعلمين مستمراً، خصوصاً للمراحل الابتدائية وعلى وجه التحديد بعض المعلمين من غير البحرينيين، ولربما ما وسع نطاق هذه الظاهرة هو صمت إدارات المدارس عن هؤلاء المعلمين الذين تجاوزوا كافة القوانين التي حددتها وزارة التربية والتعليم والقوانين الدولية الخاصة بحفظ وصون حقوق الطالب الجسدية منها والنفسية.في أقل من أسبوع واحد؛ تلقينا بعض الشكاوى التي تذهب إلى أن هناك من المعلمين مازالوا يمارسون هواياتهم بضرب الطلبة الصغار بحجة أن هؤلاء من المشاغبين أو بحجج واهية أخرى، ومع ارتفاع أصوات أولياء الأمور برفضهم القاطع لهذا السلوك غير الحضاري والتربوي بضرب أبنائهم الطلبة، تقوم إدارات المدارس بالتستر على هؤلاء المعلمين وتبرير أفعالهم المشينة، من أجل كسب سمعة زائفة في عيون وزارة التربية والتعليم بأن كل شيء «تمام التمام»!الكثير من أولياء الأمور يخشون من رفع دعوى صريحة ضد المعلم المنتهك لقوانين التربية والتعليم في البحرين خشية قيام المعلم بالانتقام من أبنائهم بعد ذلك إما عبر التلاعب بدرجاتهم بعد الشكوى أو عبر تهديدهم وضربهم مرة أخرى، لكن عبر طرق مختلفة، وهذا بات واضحاً من خلال إصرار من قاموا بمخاطبتنا بخصوص هذا الموضوع الحساس من عدم ذكر أسمائهم أو أسماء أبنائهم خشية الانتقام.نحن بالدرجة الأولى نلوم أولياء الأمور الذين يجب أن يقفوا موقفاً صارماً ضد كل معلم يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها خطط وبرامج وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بسلامة جسد الطفل وبقية الأمور الأخرى، وذلك عبر تقديم شكواهم الرسمية للجهات المختصة، خصوصاً حين يفقدون الأمل في تعاون مدير المدرسة في هذا الشأن، وذلك بأن يلجؤوا إلى وزارة التربية والتعليم بصورة مباشرة لتقوم بالتحقيق في صحة دعواهم واتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة فيما يخص التجاوزات لو ثبتت صحتها، وألا يتعللوا خشية أن يقوم المعلم بالانتقام من أبنائهم أو التلاعب بدرجاتهم لأن المعلم حينها سيكون خاضعاً للمراقبة الشديدة من طرف وزارة التربية والتعليم.معلم وافد يقوم بضرب طلبة المرحلة الأولى بمدرسة البديع الابتدائية للبنين وهي هواية دأب على ممارستها منذ عدة أعوام حسب مجموعة من أولياء الأمور، وهناك معلمة أخرى تقوم بضرب طلبتها بمدرسة عراد الابتدائية للبنين على الرغم من الشكاوى المتكررة من طرف أولياء الطلبة، وبين هذه المدرسة وتلك نجد أن الضحية هو الطفل الصغير الذي بات يكره التعليم بكافة صوره بسبب معلم متهور أو معلمة غير ملتزمة بأنظمة مملكة البحرين فيما يخص طرق وأساليب التعليم الحديث.يجب على وزارة التربية والتعليم أن تقوم بحملات دورية ومسؤولة عن كل الممارسات السلبية وغير القانونية من طرف بعض المعلمين ومحاسبة إدارة المدارس التي تتكتم على هؤلاء لمنافع ومصالح بينها، فهناك وراء الأكمة ما وراءها من تجاوزات أخلاقية وتربوية، يصمت الطالب الضعيف عن تبيانها حتى لأولياء أمره مخافة معلم شرس لا يصلح لأن يكون في موقع المعلم والمربي، ومن هنا يبرز دور الجهات المعنية في كشف ما يجري من تجاوزات عبر خطط واستراتيجيات تربوية وتعليمية دقيقة بعيدة كل البعد عن شكوى خجولة يقدمها ولي أمر طالب في جنح الظلام مخافة تعرض ولده الخائف للعقاب، أو لنقص درجة هنا أو هناك خشية أن يهدم كل مستقبله.