أولاً نبارك للمترشح النيابي الشيخ مجيد العصفور الذي أصبح أول نائب في برلمان 2014 على فوزه في دائرته بالتزكية، والصفار مواطن بحريني من إخوتنا في الطائفة الشيعية الكريمة، ومن الذين قرروا المشاركة في الانتخابات النيابية البحرينية رغم كل التهديدات وكل محاولات إرهاب المترشحين، بالأخص من الطائفة الكريمة التي تدعي الوفاق أنها الوصية الأولى والأخيرة عليهم.فوز العصفور بحد ذاته ضربة للوفاق التي تحاول زوراً وبهتاناً سرقة صوت شيعة البحرين، وسعت منذ ثلاث سنوات، ومازالت، تحاول أن تلصق شيعة البحرين بها وبحراكها الانقلابي.هي دعت إلى تصفير الصناديق، ومارست الإرهاب اللفظي ومن يتبعها في الشوارع من مراهقين وشباب ملثمين مارسوا الإرهاب اليدوي واستخدموا كل شيء، حتى عضو الوفاق «بو نبيل» تعرض للتهديد الصريح والتلويح بالطرد من الجمعية؛ فقط لأنه اتخذ قراراً بإرادة حرة. واليوم فوز مترشح شيعي بل وشيخ دين معمم هو إثبات وتأكيد على ما كنا نقوله قبل سنوات، وتحديداً منذ بدأت محاولة الانقلاب، بأن الوفاق، قبل أن تسيء للبحرين، أساءت لأبناء الطائفة الشيعية وألصقت بهم تهم معاداة الدولة وكل فعل انقلابي وتحريضي بغيض.حسم هذه الدائرة بالتزكية يُعرف في عرف الانتخابات بأنه فوز بنسبة الأغلبية المطلقة، ما يعني أن مهمة الوفاق في تصفير الدائرة التي فاز بها الشيخ العصفور فشلت فشلاً ذريعاً، ويعني كذلك أن يكون أول نائب في برلمان 2014 من إخواننا الشيعة هو دليل على كذب الوفاق وصراخها في الخارج بأن شعب البحرين وتحديداً شيعته التي تدعي معاناتهم من المظلومية والتمييز مقاطعون.اليوم لو نحسبها بشأن المشاركة الانتخابية سنجد أن الأرقام متقاربة بشأن المترشحين من أبناء الطائفتين الكريمتيـن، هنـــاك مترشحـــون مــن المذهبين، هناك شعارات عديدة منهم تلامس هموم الناس، وبعضها مصاغ ومطروح بصيغة قوية جداً، معني بالفساد أو مطالب الشعب وغيرها، وهذا بيان بأن الحراك الديمقراطي في البلد ماضٍ ولن يتوقف شاءت الوفاق أم أبت، ماض بأبنائه السنة والشيعة المخلصين معاً، فلا أحد يملك عليهم وصاية، كل حر في رأي، ومن قال إنه لن يشارك لم تقم الدولة بلي يده وإرغامه، بل هذا ما فعلته الوفاق بأقرب المقربين منها.منذ البرلمان الأول في السبعينات ومروراً بتشكيلة المجلس في الفصول التشريعية الثلاث الماضية، لم تطغ تركيبة على أخرى، كان هناك نواب من الطائفتين، حتى الوفاق نفسها كانت موجودة في البرلمان، وحتى حينما قاطعت من قبل ومن بعد هناك نواب من الطائفة الشيعية. لم ولن يختزل تنظيم أو جمعية طائفة بأكملها تحت جناحهم ويتحدثون باسمهم، الناس اليوم واعون تماماً، ولا يمكن لأحد أن يقودهم من أنوفهم إلا من قبل على نفسه تسليم إرادته.قلناها من قبل ونجدد القول اليوم، لم نكن يوماً ولن نكون طائفيين، خطابنا وطني خالص، والوطن ليس مقصوراً على سني دون شيعي، ولا العكس. هناك مخلصون شيعة في إخلاصهم يفوقون أناساً من السنة، وهناك من السنة من إخلاصهم يضرب به المثل، ومن يحاول سلخ طيف بحريني عن جلد بلاده البحرين باستغلال المذهب هو الطائفي بعينه، من حاول ولا يزال شرخ البلد إلى فئتين مذهبيتين هو الطائفي بعينه، من قال إن الناس في البحرين هم معسكران حسيني ويزيدي هو الطائفي بعينه الذي لا يريد الخير لهذا البلد.انتخابات اليوم خالية من الطائفيين الحقيقيين، رغم أن تحريضهم وإرهابهم يحاول أن يخرب سير هذه الانتخابات، ويحــاول أن يؤثــر عليهــم بالتخويـــف والترهيب.نريد أن نرى أمثال العصفور كثيراً، نريد أن نرى المخلصين السنة والشيعة معاً يبنون هذا البلد ويقفون وقفة الشجعان الأحرار ضد كل من يريد أن يستحوذ على أصواتهم وإرادتهم سواء بالترغيب أو الترهيب.
Opinion
أول نائب في برلمان 2014.. مواطن شيعي
11 نوفمبر 2014