ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق النسخة الثانية والعشرين لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي ستحتضنها العاصمة السعودية الرياض ابتداءً من يوم غد الخميس على استادي الملك فهد الدولي والأمير فيصل بن فهد بالرياض.ومع اقتراب ساعة الصفر لم يتبق أمام المنتخبات الثمانية سوى التركيز ثم التركيز ثم التركيز بعد أن أنهت جميعها مراحل الإعداد والتحضير واختار مدربوها قوائمهم النهائية التي سيخوضون بها هذا التحدي الخليجي الجديد في الوقت الذي لاتزال فيه أصداء النسخة الحادية والعشرين التي استضافتها مملكتنا الغالية قبل أقل من سنتين تدوي في الأوساط الكروية الخليجية. كأي بطولة رياضية تكون الآمال والطموحات مشروعة لكل المشاركين مهما بلغت فوارق الخبرة والإمكانيات بينهم على اعتبار أن الملعب هو الفيصل الذي تتحدد بين خطوطه الطولية والعرضية الأربعة الأفضلية والأرجحية، خصوصاً عندما تكون المنافسات ذات طابع إقليمي كما هو حال بطولة كأس الخليج.بمعنى أن كل معايير النجومية والتاريخ تسقط من الحسابات ويظل معيار الإصرار والعزيمة والأداء الرجولي هي المعايير القائمة والتي يمكن أن تحدد هوية البطل في نهاية المطاف.الترشيحات الورقية تصب في مصلحة الأخضر السعودي صاحب الأرض والجمهور وصاحب الزخم النجومي الناتج من أقوى دوري عربي، كما يحظى الأبيض الإماراتي بنصيب وافر من الترشيحات باعتباره حامل لقب النسخة الأخيرة عن جدارة واستحقاق، أضف إلى ذلك الاستقرار الفني والإداري للفريق الذي يتمتع بانسجام تام بين لاعبيه، ولكن هذا لا يعني أن اللقب سينحصر بين السعودية والإمارات، بل إن المنتخبات الستة الأخرى تطمع هي الأخرى في اعتلاء منصة التتويج وهو حق مشروع لها كما أسلفنا، وعليه فإن منتخبنا الوطني هو أحد هذه المنتخبات الطامعة بقوة في الظفر باللقب الأول الذي ما زلنا نحلم بتحقيقه!في منافسات كرة القدم كل شيء جائز فلا يمكن أن نستصغر فريقاً لمجرد نقص الخبرة ولعلكم تتذكرون جيداً كيف استطاعت اليونان الفوز بكأس أمم أوروبا عام 2004 وخطفتها من المنتخب البرتغالي صاحب الأرض والجمهور رغم أنها كانت قبيل انطلاق البطولة في ذيل قائمة المرشحين، وكذلك كيف استطاع المنتخب العماني الشقيق القفز من المركز الأخير إلى المركز الأول على رغم ما كان يتردد من أن عمان ستبقى في المركز الأخير خليجياً!صحيح أن منتخبنا الوطني يمر بمرحلة انتقالية تشهد العديد من التغييرات وصحيح أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت للتعود على أسلوب المدرب العربي عدنان حمد الذي لم يمض على استلامه مهمة إعداد المنتخب أكثر من ثلاثة أشهر وصحيح أن الفريق لم يكن مطمئناً خلال مبارياته التجريبية الخمس - خاصة من الناحية الهجومية – إلا أن كل هذه الظروف من شأنها أن تخفف عنه الضغوط المعروفة في بطولات كأس الخليج وبالتالي يمكنه أن يتعامل مع المباريات على أنها مباريات كؤوس وبالأخص المباراة الافتتاحية أمام المنتخب اليمني الشقيق الذي يتشابه في ظروفه مع منتخبنا الوطني ..الفوز في اللقاء الافتتاحي مطلب هام يجب أن يعمل لاعبونا على تحقيقه لكي يكون مفتاحاً لدخول منافسات الدور قبل النهائي وهو ليس بالمطلب المستحيل إذا ما تحلى اللاعبون العزيمة والإصرار والتركيز ولعبوا من أجل الفوز حتى صافرة النهاية.