قليلة هي لحظات المصارحة والنقد الذاتي الذي يتسم به التيار الشيعي بتلاوينه المختلفة، بل إن منتقدي تيار ولاية الفقيه تحديداً يعيشون حالة من الرعب والتهديد لقسوة ردة الفعل التي يلقونها من تيار يرى في نفسه هو الحق وهو الفرقة الناجية وهو الشعب وهو الأمة.ينطبق هذا الوصف المتشدد المتعالي على الآخرين على الخطاب الديني أو السياسي لهذا التيار، وقد سمعنا عن تصريح رفسنجاني قبل أيام لكن الكثير لم يقرأه، حتى أن البعض شكك فيه لأن آلية النقد الذاتي داخل وضمن هذا التيار تكاد تكون نادرة إن لم تكن معدومة.ففي تصريحات قد تكون صادمة لملالي إيران، انتقد آية الله هاشمي رفسنجاني -رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران- شتم الشيعة لصحابة الرسول محمد عليه السلام، والاحتفال بمقتل الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب، مشيراً إلى أن: «ذلك قاد إلى نشوء تنظيمي القاعدة وداعش». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن رفسنجاني قوله -خلال لقاء مع مسؤولي وزارة الرياضة الإيرانية-: «لقد حذرنا القرآن الكريم في الآية (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، لكننا لم نعر ذلك أي اهتمام، وتمسكنا بالخلافات السنية الشيعية، وبشتم الصحابة، والاحتفال بيوم مقتل عمر حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين، واعتبر البعض أداءها جزءاً من العبادة». وأضاف رفسنجاني: «أن نتيجة الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين؛ كانت الوصول إلي القاعدة وداعش وطالبان، وأمثال هذه الجماعات». وتابع رفسنجاني: «الأمة الإسلامية -التي تعد ملياراً و700 مليون نسمة و60 دولة مستقلة- بإمكانها أن تشكل أكبر قوة في العالم وقد أضعفتها مثل تلك الأعمال أمام الدول الأخرى».أصحاب الخطاب السياسي لهذا التيار لم نر منهم نقداً ذاتياً صادماً أبداً، فشلوا وانهزموا وخسروا وتسببوا في الفرق بين الشعب البحريني وظهر في البحرين لأول مرة فكر داعشي لم يجد طريقه للبحرين لقرون مضت رغم وجود هذا الفكر حول البحرين وبقربه، لكنه لم يصل إلى البحرين أبداً إلى أن جرت أحداث 2011، هل رأيتم من هذا التيار خطاباً أو مقالاً أو تصريحاً أو خطبة جمعة تنتقد الذات؟ تنظر في دورها فيما حدث؟ هل وجدتم مكاشفة أو مرآة النقد موجهة للداخل؟ماذا كان مصير أي صوت ينتقد ولو نقداً سطحياً خفيفاً لأداء هذا التيار؟ انظروا لما حدث لأبي نبيل وتكفيكم الإجابة.حتى اللحظة خطبهم وتصريحاتهم وتغريداتهم ومقالات صحيفتهم من رئيسها إلى «كويتبيها» مسخرين لنقد الآخر والبحث عن زلاته، لم نر منهم مرة واحدة مثلما رأينا في الصحف الأخرى انتقاداً للذات انتقاداً لأداء السلطات انتقاداً للتيار الديني، فهذا النقد موجود في الصحف الأخرى خاصة للتيار الديني السياسي المماثل لتوجه الصحيفة أو تجد هذا النقد وبشدة قاسٍ في وسائل التواصل الاجتماعي ضد أبناء نفس الطائفة نقداً لا يرحم ولا يجامل ولا يخفف الوطأ، دلوني على مقال واحد صادم به درجة من المكاشفة كما فعل رفسنجاني من أتباع تيار الولي الفقيه في البحرين؟ لن تجد.لعلمكم هذا هو أول طريق الإصلاح الذي ضاع من تيار الولي الفقيه وأصبح نسياً منسياً، إنه نقد الذات، البحث عن الأخطاء الذاتية ليس جلداً لها بل هو تقويم، البحث عن أسباب ابتعاد شركاء الوطن فيما ارتكبت يدكم ليس عيباً، كما فعل رفسنجاني حين وضع يده على أحد أسباب بروز ظواهر كداعش ضعوا يدكم ولو لمرة واحدة عن دوركم فيما حدث في البحرين.. ومازلنا بانتظار أن نسمع رأياً صادماً مكاشفاً جماعته.. وأكاد أسمع ردود القراء ولن تسمعي فلا تنتظري!!