هل ستعود الولايات المتحدة لتكون «الشيطان الأكبر» على لسان الانقلابيين في البحرين، وذلك بعد تصريحات مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان توم مالينوسكي الأخيرة؟! هي دائماً كذلك بالنسبة لأتباع الولي الفقيه، إذ كيف أصلاً يجرؤون على مخالفة تسمية أطلقها المرشد الإيراني؟! لكنها لعبة السياسة التي ظنوا أنهم فيها قادرون على التحكم في الأمريكان قدر ما يشاؤون. واشنطن باعت الوفاق مقابل «داعش»، فالأخيرة والحرب ضدها وجمع التحالفات الدولية في مواجهتها مسألة أكبر بكثير من توسلات علي سلمان هنا وبكائيات «المنتج الأمريكي» مطر مطر هناك عندهم. الولايات المتحدة قاعدتها مبنية على المصلحة الدائمة وليست الصداقة الدائمة، وصداقة الوفاق ماذا ستكسب من ورائها واشنطن؟! أتباع الولي الفقيه هنا ليسوا بقوة النفوذ والعتاد مثل الذين بالعراق، بالتالي زيارة لمقرهم «عن العين والنفس» تتوسط لقاء مع سمو ولي العهد وجلالة الملك حفظهما الله بعدها مؤتمر صحافي واضح الكلام فيه بدرجة أن المبالغة الإعلامية والفبركة الصفراء المعتادة لم تفد، وعليه النتيجة ابتسامة عريضة للوفاق وأتباعها لا موقع لها من الإعراب، في مقابل إشادة صريحة بالانتخابات ونجاحها والمشاركة الشعبية الواسعة فيها إضافة للإشادة بتقرير المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، كلها مؤشرات تثبت أن خيبة الوفاق وأتباعها آخذة في التضخم يوماً إثر يوم.ظنوا أن ما حصل سابقاً مع مالينوسكي حينما تغاضى عن الاعتراف الدبلوماسية واستاءت منه البحرين، ظنوا أنها مسألة ستقوي موقفهم وأن الرجل يدخل البحرين رغماً عن نظامها، لكن تصريحاته كانت مثل الصفعة أثرها واضح تماماً في تعليقات إعلامهم ووسائل التواصل، لدرجة أن مالينوسكي تحول اليوم في نظرهم لعميل وشخص تحركه مصلحة بلاده مع البحرين قبل أي شيء آخر. الصراخ على قدر الألم بالأخص مع من لم يستوعب طريقة الأمريكان في المقامرة على رهانات عدة في كثير من المناطق، إذ من يثبت ضعفه يترك ويتناسى ويتخلى عنه، لا تخلياً واضحاً مباشراً، لكن بأسلوب تطييب الخواطر بالكلام. حتى أحد متحدثي حوار المنامة الذي كانت له تصريحات مسيئة جداً بحق البحرين هو اليوم موجود في البحرين يتنعم بضيافتها، والرهان عليه سيكون كحال الرهان على مالينوسكي، لكن النتيجة ستكون نفسها، كلام يعطى لهم حسب ما يريدون سماعه، ثم السلام وابقوا وحدكم هنا ناطحوا جبلاً تتعزز قوته يوماً بعد يوم.يريدون اختطاف بلد، لكنهم فاشلون في اللعبة السياسية، إذ وصل الحال بأن يدين مالينوسكي الترهيب والتخويف الذي طال الناخبين والمترشحين، ومن خوفهم هنا غير ما هدد بتصفير الصناديق وبلسان لا عظم فيه؟! وصل الحال بمالينوسكي لإدانة استهداف رجال الأمن، ومن استهدفهم غير من أسماهم بمرتزقة ومن فوقهم من قال «اسحقوهم»؟! وبعدها أورد كلمة التخدير على مسامعهم «الحوار»، وأعقبها ببشارة هي صدمة لهم بتغيير قريب للسفير صديقهم. حتى إيران صدر عنها تصريح فاضح لأتباعها من طوابير خامسة في الداخل، حين قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني: قوتنا تسببت في استمرار الثورة في البحرين، ومنحت الثورة اليمنية روحاً جديدة!تلعبون سياسة؟! كان الأجدى لكم محاولة اللعب بشكل صحيح حينما كانت الفرص متاحة توالياً من قبل النظام. تتطاول على النظام تشتمه وتحرض ضده، ثم تتوسل إليه مطالباً بصفقة هنا ومكسب هناك؟! حتى المراهقة السياسية لا تكون بهذه الصورة الموغلة في الفشل.