قالت جوديت أريناس المتحدثة بأسم منظمة العفو الدولية : «أصبنا بخيبة أمل، لأن حقوق الإنسان استخدمت كمبرر لشن حرب في العرق، - والآن – يتعرض العراقيون لانتهاكات لحقوق الإنسان».قال :المفكر الأمريكي - ناعوم شومسكي، من وجهة النظر القانونية: «بأن هناك ما يكفي من الأدلة؛ لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين - منذ نهاية الحرب العالمية -، بأنهم مجرمو حرب ، - أو على الأقل - متورطون بدرجة كبيرة في جرائم حرب».وتأبى المروءة لدينا أن تهتم أمريكا وإيران بشأن حقوق الإنسان في البحرين، وأن لا نرد لهما الجميل ونقابلهما بالصد والهجران ودون تبادل نفس المشاعر والإحساس، ولذلك وجب علينا اليوم الذكر والسؤال عن حال شعوبهم وحقوقهم فهل هي كاملة أو منقوصة، وهل يتمتع شعوبهم بتعليم مجاني وخدمات صحية عالية الجودة، وعمليات جراحية مجانية في الداخل وعلاج في الخارج على حساب دولهم، وأدوية ممتازة لا مغشوشة ولا مضروبة، كما هل لديهم مشروع إعادة تأهيل البيوت الآيلة للسقوط، وهل لديهم برامج بعثات وكفالة أيتام وأرامل ورعاية مسنين، خاصة عندما نرى مثل إيران عندما تدافع عن شيعة البحرين وتتأوه وتتوح على حالهم وهم يعيشون في أحسن حال وأكمله، يعني أن شعبها قد بلغ من حياة الترف والنعيم ما لا يبلغه شعب في العالم، ولذلك قررت أن تدفع بالفائض من أموالها لدعم شيعة البحرين فتمولهم وتشتري لهم الجوائز العالمية للصحفيين والرسامين ومثلهم وغيرهم، كما تستأجر لهم المنظمات الحقوقية فلا أحد يعمل ببلاش، فهذه الجمعيات ليست جمعيات خيرية، بل هي جمعيات موظفوها يحبون العوائد والفوائد.ولكن دعونا هنا نبدأ الحديث عن بعض القليل في أمريكا، فنحن لا نقول ولكن قال المؤلف واستاذ الرعاية الاجتماعية بجامعة واشنظن «مارك رانك» مقالاً بعنوان «الفقر في أمريكا هو التيار العام» نشر بجريدة نيويورك تايمز «، وهنا سنذكر جزيء منه وهو ما ذكر فيه «الولايات المتحدة واحدة من دول قليلة لا تقدم رعاية صحية شاملة، أو رعاية طفولة رخيصة، أو إسكاناً بسعر معقول لأصحاب الدخول المنخفضة، ونتيجة ذلك أن معدل الفقر لدينا على وجه التقريب ضعف المتوسط الأوروبي»، وأما عن معدلات الفقر فقد ارتفع عدد الفقراء فيها ليبلغ 46.5 مليون شخص، كما كشفت الإحصائيات في 2010 إذ تبين أن الأطفال في أمريكا الأسوأ حالاً في العالم إذ بلغت نسبة الأطفال الفقراء فيها 20% في الوقت الذي بلغت نسبة الأطفال الفقراء في مصر 16%، إذاً الحالة يا جماعة هنا متردية وتحتاج إلى تغطية أممية وتقارير فورية ترفع إلى المنظمات التي نظن أن لديها من الفراغ الكافي كي تنظر في أحوال هؤلاء أقلها الأطفال، مساكين 20% من أطفالهم في فقر مدقع ونحن نظن كل أطفالهم نفس أطفال برنامج الأطفال «بارني».كما ذكر التقرير العالمي للولايات المتحدة 2013 بأن ضحايا الانتهاكات هم من الفئات الأكثر ضعفاً واستضعافاً في المجتمع الأمريكي، من مهاجرين وأقليات عرقية وإثنية والأطفال والمسنين والفقراء والسجناء، وأن عدد السجناء فيها أكثر من أي بلد آخر، كما أن عقوبة الإعدام والسجن المؤبد تنفذه في الأحداث دون إتاحة الإفراج المشروط، والحبس الانفرادي هو الممارسات الشائعة والتي تتسم بالتفاوت العنصري فيمن يتعرضون لها.أما القليل من الشيء عن إيران فتتحدث الإحصائيات أن أكثر من 40% من الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر، وأكثر من 37% من الطلاب تركوا مدارسهم بسبب الفقر، كما نأتي عن الأحكام القضائية كما ذكرتها «هافينغتون بوست» فقد ارتفع معدل الإعدام في ظل حكم روحاني إلى أكثر من 600 حالة إعدام منذ توليه الرئاسة في أغسطس 2013، وأما التعذيب الوحشي فذكر مثالاً عليه ما حدث ضد السجناء في سجن إيفين في 17 أبريل حيث قام عشرات من مسؤولي الأمن المدعومين من قبل وكلاء الحرس الثوري باستخدام «العنف المفرط» خلال عمليات التحقيق مع سجناء سياسيين مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 معتقلاً بجروح خطيرة، كما هناك ما لا يقل عن 895 حالة من «سجناء الرأي»، كما قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام الإيرانية شيرين عبادي «كل نشطاء المعارضة في السجن تقريباً من قبل انتخابات روحاني ولا يزالون»، أما عن الاضطهاد، سجن البهائيين بشكل روتيني لممارسة عقيدتهم حيث يقبع للسنة السابعة في السجن سبعة من زعماء البهائية تصل عقوبتهم إلى 20 سنة حبساً، كما أصدر خامنئي فتوى تدعو الإيرانيين عدم التعامل مع أفراد الطائفة البهائية معتبراً إياهم «طائفة منحرفة ومضللة»، كما يواصل النظام الإيراني سجن الصحفيين دون تهمة أو محاكمة، وهناك غياب تام لاستقلال القضاء وسيادة القانون، كما قام روحاني بتعيين مصطفى بور محمدي وزيراً للعدل وهو رجل متورط في مذبحة عام 1988 التي ذهب ضحيتها خمسة آلاف سجين سياسي في إيران.وكما قلنا هذا قليل من أمريكا وقليل من إيران، لأن الصفحات تطول والحبر يجف من جرائم يندي لها جبين الإنسانية، وأن هذا قليل مما ظهر وكثير لا يطاله علم بشر.