رغم كون أحداث البحرين 2011 أحداثاً عصيبة، ومازال الشعب الوفي يعتصر ألماً كلما تذكر تلك الأحداث، إلا أن تجمع الشعب البحريني الوفي في مسجد الفاتح يعد يوماً تاريخياً، فقد احتشد الشعب من أجل البحرين، من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل تحديد المصير، حب البحرين جمع تلك القلوب النابضة بالعشق الأبدي للبحرين، لأرضها وسماها، بحرها وهواها، فلم ينجر الشعب الوفي وراء الشعارات المأجورة لخيانة الوطن، ولم يستمع أصحاب العقول الواعية للسماسرة الذين كانوا يزايدون على بيع البحرين، فقد كانت تلك اللحظات هي الانتصار الحقيقي للبحرين عندما اجتمعت جميع شرائح البحرين في مكان واحد من أجل البحرين.ومن أجل البحرين، نقف اليوم في يوم تاريخي نشهد للعرس الديمقراطي اكتماله في انتخابات 2014، والتي تعد من المراحل الحرجة والمصيرية في حياة الشعب البحرين، وبها تنتظر البحرين من الشعب الوفي وقفة وطنية جادة يعبر الفرد بصوته بأن الأجدر هو من يستحق أن يكون تحت قبة البرلمان.بعض الشارع البحريني مازال متردداً في المشاركة في الانتخابات القادمة، ولا شك بأن تردد البعض للمشاركة في انتخابات 2014 هي عبارة عن ردة فعل طبيعية، بعدما فشل أداء بعض أعضاء مجلس النواب السابق فشلاً ذريعاً في إيصال صوت الشعب للحكومة، فالشارع البحريني اليوم بفئاته بين نارين؛ نار المشاركة ونار عدم المشاركة في الانتخابات، وفئة أخرى تنتظر فشل الانتخابات وفشل المجلس النيابي بمعنى آخر محاولة لإفشال الحياة الديمقراطية التي تشهدها البحرين ومحاولة أيضاً لاجتثاث جذور الخير من أعماق كل فرد على أرض الوطن.للمواطن حق التصويت أو الامتناع عن ذلك، إلا أن الانتخابات واجب وطني ومن حق البحرين علينا أن نختار الأصلح والأجدر للمجلس، فلعل هذا المجلس يكون فيه البركة ويكون أداء النواب أفضل من السابق، ويستطيع المجلس أيضاً أن يصلح بعض الاعوجاج والانحراف في البلد. هناك السلبيون، وهم دائماً يحاولون أن يؤثروا على الناس بعدم المشاركة، تلك الفئة التي لا هم لها إلا الإحباط وهم في نفس الوقت أول من سيدلي بصوته في الانتخابات «بصراحة شفت منهم وايد»، وهناك الإيجابيون وهم الغالبية، الذين يؤمنون بالواجب الوطني ويحاولون بقدر المستطاع أن ينشروا أهمية المشاركة في الانتخابات وأهمية إنجاح الديمقراطية الوليدة حتى تكبر وتنضج ويكون من ثمار هذا النجاح مجلس نواب متكامل وقوي، ولا يجرؤ بعدها من هم دون المستوى أن يشاركوا في ترشيح أنفسهم للمجلس النيابي. المشاركة في الانتخابات والإصرار على نجاحه ما هو إلا تفعيل للمواطنة، بصوتك تقدر بأن تتطلع إلى مستقبل أفضل إلى أن تساهم في عملية صنع القرار السياسي، فصوت البحرين هو صوت الشعب أجمع بجميع أطيافه ومذاهبه وتياراته بصوت واحد نسمح للأصلح بأن يمثل الشعب.بالأمس سعى الشعب البحريني بكل قوته من أجل سلطة تشريعية متمثلة في مجلس النواب، ونادى الكثيرون بأن تقلد البحرين الدول الديمقراطية في ذلك، وأن الحياة الديمقراطية هي معبر لحياة أفضل ومستقبل مشرق، بصوتك اليوم تقدر ترفع البحرين وتقدر تحبط خطط بعض الجمعيات السياسية وتقدر تراهن على المجلس القادم بأنه الأفضل، لكن صوت بصدق وأمانة للنائب القادم الذي يستحق أن تكون البحرين بيده أمانة.