أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة التنظيمات التي تعتبرها منظمات إرهابية ستحظر التعامل معها وتفرض عليها عقوبات، فهل هذه القائمة للاستخدام المحلي الإماراتي فحسب؟ أم أنها ستضاف لقائمة التنظيمات الإرهابية التي تم تأسيس التحالف الدولي لمكافحتها؟ وأين قائمة البحرين؟ وأين قائمة المملكة العربية السعودية؟ ومتى ستصدر وقد مضى على تأسيس التحالف وتقديم التعهدات بتحمل كلفته منذ أكثر من شهر؟السؤال المنطقي هو كيف دخلنا في تحالف تعهدنا بدفع تكاليفه وشاركنا في طلعاته القتالية الجوية وحتى اللحظة لم نعرف إن كانت المنظمات التي ترتكب الإرهاب في دولنا مدرجة ضمن قائمة من سنكافحهم أم لا؟ كيف دخلنا هذا التحالف والدولة التي دعت له واستجبنا له اتفقت دون علمنا ودون إشراكنا مع إيران بلقاءات وممارسات سرية وهي الدولة التي تمول وتدرب التنظيمات الإرهابية التي تعيث بأمننا إرهاباً؟كيف يستقيم هذا التحالف؟ فكيف نستمر بالتحالف معها دون أن نحدد -نحن دون غيرنا- مصالحنا ونحدد نحن من يرهبنا، ومثلما نتعاون معها على ما يهدد أمنها نفرض عليها كذلك أن تتعاون معنا على ما يهدد أمننا... إنه أضعف الإيمان.كيف نتحالف مع دولة تقر بأنها تتخبط فأوباما يؤكد تخبطه وتردده كل يوم بتصريحات متناقضة، ففي حين تؤكد دول الخليج بأن القضاء على داعش لن يتم إلا عبر خروج الأسد من اللعبة وتحييد إيران، فإنه يتفق معها من وراء ظهرنا، ثم حين يسأل عن موقفه من الأسد فأقصى ما قاله بشأنه إن التحالف مع الأسد أمر «مستبعد» ليس مستحيلاً، لا بل مستبعد وقد يضعف التحالف!!التخبط ليس على مستوى الرؤية والأهداف بل التخبط على مستوى التطبيق الميداني، فقد أدت الضربات العسكرية إلى تقوية موقف الأسد على الأرض، ومنحته فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع، وأوصلت عن طريق الخطأ أسلحة لداعش، وأبادت قبائل سنية من قبائل الصحوة التي تعاونت مع قوات التحالف.التخبط لا نراه نحن فقــط، بــل تـــراه الأجهزة العسكرية الأمريكية بحد ذاتها وتصريحات المسؤولين الحاليين أو السابقين لا تكف عن التعبير عن سخطهـــا علــى مــا آلت إليه المصالـــح الأمريكية من تدهور ومن علاقات تنهار ومن سمعة أصبحت في الحضيض، فكيف نأمن على أنفسنا تحت مظلة تحالف تقوده إدارة متخبطة ضعيفة خائنة لتعهداتها بهذا الشكل؟ ماذا ننتظر حتى تتخذ دول مجلس التعاون موقفاً حاسماً من هذا التحالف يحدد مصالحنا ويحدد المنظمات التي نعتبرها نحن إرهابية ونلزم دول التحالف مثلما نلتزم نحن بمطاردتها ومعاقبة الدول التي تمولها وتدعمها وعلى رأسها إيران.لقد وافقت الدول العربية والخليجية على اعتبار تنظيم داعش تنظيماً إرهابياً وسنحاربه من خلال التحالف، الآن علينا أن نفرض على دول التحالف بما فيها العراق أن تحدد موقفها من المنظمات الإرهابية الأخرى وعلى رأسها المنظمات الشيعية المسلحة.