لم يبق إلا يومان على يوم حسم الانتخابات البرلمانية والبلدية، كل المؤشرات تدل على أن تمخضات العملية الانتخابية ستكون مؤثرة تأثيراً بالغاً في مسيرة العملية الديمقراطية في البحرين؛ البحرين على مفترق تغيير إما يتحقق أو يتراجع، ونحن ننظر وننتظر ونصنع المستقبل بأصواتنا.المعطيات الحالية تضع بين أيدينا مقاطعة صارمة من المعارضة استخدمت فيها المنابر الدينية والإعلامية والسياسية، ولدينا كذلك حالة إحباط في الشارع السني الذي يتلاشى ممثلوه يوماً بعد يوم، وأمام المعادلتين السابقتين تكمن المفارقة في وجود هذا الكم القياسي من المترشحين للانتخابات، والمعطيات السابقة تستلزم ضبط توازناتها باختيار شعبي سديد لممثلي الوطن في البرلمان يملأ الفراغ الذي طمحت المعارضة لخلقه من أجل استمرار عملية طرح المطالب من الشارع ولي ذراع الدولة بالعنف وتعكير الأمن وتهديد الاقتصاد، من جهة، ومن جهة أخرى سيرفع الاختيار الصحيح لممثلي الشعب في البرلمان حالة الإحباط الشعبي العام من أداء البرلمانات السابقة بشخصيات برلمانية جديدة فاعلة قادرة على تحريك المياه الساكنة التي كانت تتحرك قليلاً ثم تهدأ كأقل من زوبعة في فنجان.على عتبات يوم الاقتراع تشتد الدعوات للمعارضة، وترتفع أصوات التحفيز على المشاركة؛ كلاً له آلياته وأهدافه، والمواطن يقف بين الفريقين حاملاً مطالبه وآماله وطموحاته بغد آمن وأفضل له وأبنائه ولأجيال البحرين القادمة.على عتبات يوم الاقتراع تتباين الحملات الانتخابية؛ من المرشحين من بدء حملاته الانتخابية مع فجر يوم بدء الدعاية، ومنهم من اكتفى بيومين قبل بدء الصمت الانتخابي. أحد المترشحين استأجر فيلا كبيرة مقراً انتخابياً له، وآخر حجز قاعة أحد الفنادق الكبرى لليلتين فقط واحدة للرجال والثانية للنساء. أحدهم جلب فرقة موسيقية يوم افتتاح مقره الانتخابي، وآخرين استدعوا متحدثين نوعيين عبروا عن رؤية المترشح الانتخابية. ولكن بقيت البرامج الانتخابية أضعف ما في الحملات بشكل عام. حيث ظلت الشعارات هي سيدة الموقف، والمنحى العام هو منهجية الطرح. وتم استحداث شعار «لا نعدكم بالمستحيل» تكتيكاً غرائبياً أمام آليات العمل التشريعي!!.على عتبات يوم الاقتراع يخفت وهج الجمعيات السياسية التي احتكرت الساحة البرلمانية طوال 12 عشرة سنة، والتي كانت الطاقة المالية الفائضة لدى بعضها قادرة على اجتذاب أهل الدوائر للخيم الانتخابية وأحياناً لورقة الترشيح، بعض الجمعيات صارت اليوم تواجه بسؤال؛ من أين لكم هذا دوناً عن باقي الجمعيات السياسية؟!! وهذا ما قد يفسر حالة التواضع العام لدى الحملات الانتخابية عامة وحملات الجمعيات السياسية خاصة. يُقال إن المستقبل للمستقلين بعد أن صدم العديد من المواطنين البحرينيين بتغليب العديد من الجمعيات السياسية لمصالحها ولأيديولوجياتها.على عتبات يوم الاقتراع تتعدد القراءات السياسية وتختلف الترجيحات وينتظر الجميع مفاجآت فارقة، وتبقى الحقيقة الأكيدة أن جزءاً من المستقبل نصنعه نحن، وأن أصواتنا هي المرجحة. إن لم تكن حاسمة على النحو القريب إلا أنها مؤثرة على المستوى البعيد الذي يغير الواقع شيئاً فشيئاً.