منذ محاولة الانقلاب الفاشلة وأنا أتساءل مع نفسي لماذا الدولة لا تلعب «سياسة» مع من يستغل كل موقف لضرب الدولة داخلياً وخارجياً؟ لماذا نبقى متفرجين على كل الذي يحاك ضدنا، بينما كل الخيوط بيد الدولة؟خبر ربط الخدمات بالتصويت في الانتخابات تأخر كثيراً، وكان يجب أن يخرج بصورة أكثر وضوحاً وأكثر تحديداً، بمعنى أن يتم حصر كل الخدمات المجانية والمساعدات والمنح والمكرمات، وبعد أن يصبح هنا فرز لكل ذلك يتم تحديد الخدمات التي ستربط بالتصويت في الانتخابات غداً.بالأمس قرأت خبراً في صحيفة «الأيام» يقول إن هنا ربطاً بين الخدمات والتصويت في الانتخابات، وأن هذا الربط سيشمل التوظيف الحكومي، وهذا الأمر ممتاز جداً رغم أنه تأخر كثيراً.اقترحت في عمودي أمس أن يتم ربط الإسكان كأولوية بالتصويت، وأن يتم ربط البعثات الدراسية الحكومية بتصويت الوالدين في الانتخابات، وأن يتم ربط معونة الغلاء أيضاً بالتصويت، فلا يمكن أن تعطي الدولة كل خدماتها لمن يغدر بها ويستجيب لدعوات الولي الفقيه.كل بعثات الدولة الدراسية للموظفين بالحكومة والشركات الحكومية يجب أن تربط بالتصويت في الانتخابات، لا يحصل الموظف على بعثات دراسية إلا بختم التصويت، كما يجب ربط الزيادة السنوية للرواتب بالتصويت بالانتخابات.فرض زيادة مركبة على كل الخدمات العامة لوزارة الداخلية والمرور والجنسية، وإسقاط مجانية الصحة.كما يجب ربط خدمات ومنح ودورات «تمكين» بالتصويت في الانتخابات، ومن يقاطع تسقط عنه خدمات تمكين كاملة، وإن كان يستفيد حالياً توقف عنه.كما إن من يقاطع ستتم معاملته معاملة الأجنبي في الخدمات، بل إن الرسوم ستتضاعف، وهذا المقترح قد يطبق سريعاً في الانتخابات غداً.كما إن على وزارة البلديات ألا تلغي الرسوم البلدية عن أية أسرة لم تصوت في الانتخابات.الإعفاء من الرسوم الجامعية التي تقوم بها جامعة البحرين يجب أن تتضمن شرط التصويت في الانتخابات.اذهبوا إلى عيسى قاسم وعلي سلمان ليمنحوكم بيوت إسكان.. اذهبوا للمذكورين أعلاه من أجل الحصول على معونة الغلاء..!ومن أراد البعثات (التي تتباكى عليها الوفاق كل عام) فليذهب لقاسم وسلمان يعطونكم بعثات، ونعلم أن لدى الوفاق بعثات لكن حسب المحسوبيات، والوفاق دائماً تريد الاستئثار ببعثات وزارة التربية..!ومن أراد الوظائف فليذهب إلى قاسم وسلمان ليتم توظيفكم في الحكومة والشركات الحكومية..!المقاطعة من البعض اليوم -إن حدثت- ستكون بمثابة طبق من ذهب يقدم للدولة، ففي هذه المقاطعة توفير لملايين الدنانير حين يتم ربط الخدمات بالتصويت في الانتخابات.نسمع أحاديث كثيرة أن أهالي القرى سيصوتون في المراكز العامة، وأن البعض يفكر في مكان خارج قريته لينام فيه، من أجل ألا يمنع من التصويت خوفاً من فقدان الخدمات، الإسكان، التوظيف، معونة الغلاء، البعثات.كل هذه الخدمات من الدولة، ولا تمنحها الوفاق للناس، فلماذا يفقدون هذه الخدمات من أجل متاجرة الوفاق بالمقاطعة؟أعضاء الوفاق أكثر حرصاً على مصالحهم وأموالهم ومكاسبهم ورواتبهم التقاعدية من مجلس النواب، وبينما هم يحثون الناس على المقاطعة ليفقدوا مميزات ومنح وعطايا من الدولة لا تقدر بثمن مثل بيت الإسكان والبعثات والوظائف والغلاء.هناك توجه جديد لدى أهل القرى بعد ربط الخدمات بالتصويت، فهم يدركون أن الوفاق تبيع الكلام، وأن الوفاق ستشارك في الانتخابات القادمة بعد أربعة أعوام، فلماذا ينصاعون إليها اليوم ويخسرون الإسكان والوظائف ومعونة الغلاء والبعثات والزيادة السنوية في الراتب؟ويبدو أن هناك توجهاً أيضاً لحجب أي زيادة قادمة في الرواتب سواء بمكرمة أو ما يقرره مجلس النواب القادم من الممتنعين المقاطعين للانتخابات، وإن تقرر فعلاً ذلك فهذه أيضاً قاصمة للظهر، وستجعل المقاطعين يعيدون حساباتهم، فأكثر ما يهم الناس هو دخلهم ومعيشتهم، والذي لا تهمه هذه الأمور فليقاطع ويوفر الملايين على الدولة، أو أن يذهب لعيسى قاسم وعلي سلمان ليعطياه إسكاناً وبعثات ومعونة غلاء وزيادات الرواتب وبعثات دراسية للموظفين.الآن المقاطعة إن حدثت ستجني الدولة ثمارها في الميزانية العامة، إذا ما طبقت كل التسريبات التي خرجت من أن الخدمات ستربط بالتصويت وبختم التصويت في آخر انتخابات..!** ماذا أعددتم لإرهاب الانتخابات..؟!بعد أن استنفرت الوفاق والولي الفقيه من أجل مقاطعة الانتخابات زادت حوادث الإرهاب والسرقات والاقتحامات وسرقة البنوك وحرق البنوك، وهذا يظهر ارتباط الإرهاب بالولي الفقيه والوفاق معاً.من هنا فإني أتساءل ماذا أعدت وزارة الداخلية من خطط وحملات استباقية من أجل دحر الإرهابيين؟ خاصة أن هناك مزاجاً متغيراً في القرى من بعد ربط الخدمات بالتصويت، فأغلب من كانوا ينون المقاطعة تغيرت مواقفهم، خوفاً من فقدان الخدمات المهمة، لذلك يجب على الدولة والداخلية أن تضع خططاً (ما تخر الماي) من أجل استتباب الأمن في الانتخابات في يوم الانتخاب.طالبنا من قبل بعمليات استباقية ضد الإرهابيين الذين يخططون لإغلاق القرى، وأعتقد أن تجربة المقاطعة الأولى يجب أن تستفيد منها الداخلية، وأن تكون أجهزة الأمن متواجدة في كل القرى حتى لا تغلق ولا يتم إرهاب الناخبين.على وزارة الداخلية مسؤولية سلامة الناخبين، وهذا يتطلب حضوراً قوياً، ويتطلب القبض على الإرهابيين قبل أن يقوموا بعملياتهم.