أمر مؤلم لو خذلك الحظ مع كل ما تملكه من قدرات ودهاء .. واقع محزن لو ما أنصفك الأعلام رغم ما تحمله من إنجازات وذكاء .. لكن الأشد ألماً وحزناً لو خذلتك كرة القدم ولم يعد للتاريخ منفعة ورجاء. قبل لا أشرع في الحديث عن المدرب المنحوس، لابد أن نستذكر مقولة المدرب الشهير مارتشيلو ليبي عنه عندما قال «لقد كنا نسمع الأخبار التي تأتي من إسبانيا عن فالنسيا المرعب الذي قهر ريال مدريد وبرشلونة آنذاك بقيادته». إنه المدرب الداهية المحنك والتكتيكي .. الأرجنتيني هيكتور كوبر.بدأ كوبر مسيرته التدريبية في الأرجنتين مع فريقي لانوس وهوراكان قبل أن يتوجه لقارة أوروبا لبدء مسيرة حافلة انطلاقاً بتدريب مايوركا الإسباني الصغير ليجعله ذو شأن يقارع كبار أندية الليجا، ليس ذلك فحسب بل نافس على البطولات الأوروبية. فحصل على وصيف كأس إسبانيا في أول موسم له 97-98 وثم المركز الثالث خلف العملاقين البارسا والريال موسم 98-99 وأخيراً لعب نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1999 أمام لاتسيو القوي الذي كان يضم وقتها نجوماً من طراز عالٍ كالتشيكي نيدفيد، سالاس ونيستا ولكنه خسر المباراة بنتيجة 2-1. هذه النتائج المذهلة أجبرت نادي فالنسيا للتوقيع معه لانتشال الفريق من المستوى والنتائج السيئة فكان لهم ما أرادوا، فقد تبدل الوضع من حال إلى حال وجعل من الخفافيش قوة متنامية على المستوى المحلي والقاري فوصل لنهائي دوري الأبطال عام 2000 بعد أن سحق لاتسيو بخماسية وبرشلونة برباعية لكنه خسر النهائي أما الريال 3-0، وبعدها بعام وصل أيضاً لنهائي دوري الأبطال وخسر النهائي أمام البايرن بركلات الحظ الترجيحية.اتجه بعدها للكالتشيو الإيطالي لقيادة فريق إنترميلان العريق ولكنه لم يوفق في إحراز أي لقب رغم وصوله للرمق الأخير وأيضاً كانت له تجربة وحيدة في دول الخليج وبالذات مع نادي الوصل الإماراتي لكنها لم تكلل بالنجاح.مدرب آخر ما أن يقوم بتدريب أي فريق إلا ويحقق للنادي بطولة أو أكثر ورغم ذلك لم يعطه الإعلام حقه الكافي، والأهم من هذا كله أنه المدرب الوحيد الذي حقق كل البطولات الأوروبية والقارية مع الأندية التي قام بالإشراف عليها. إنه ابن مدريد وخريج أكاديمية الريال، رافائيل بينيتيز.بدأ رافا مشواره بتدريب فريق ريال مدريد الكاستيا حتى أصبح مساعداً لمدرب الفريق الأول ومن ثم انتقل لتدريب بعض الفرق الأسبانية حتى وصل للأرض الخصبة التي انطلق منها مشواره الذهبي. ألا وهي نادي فالنسيا. ليعرج بعدها للبريميرليغ ويحقق مع النادي التاريخي ليفربول كأس دوري الأبطال في مباراة لا تنسى أمام الميلان عام 2005.بطولات تحكي قدرات المحنك بينيتيز أيضاً مع إنترميلان، تشيلسي وأخيراً وليس آخراً نابولي ناهيك عن الإنجازات الشخصية كجائزة أفضل مدرب في إسبانيا عام 2002 وأفضل مدرب في أوروبا عامي 2003 و2004.صحيح أن الإعلام يحط أحياناً من قدر الكبير ويرفع من شأن الوضيع لكن يبقى للتاريخ كلمة حتى وإن قسى.
Opinion
مدربان.. لم ينصفهما الزمن!
30 ديسمبر 2014