على مشارف العام الجديد يستعد الكثيرون للاحتفال بليلة رأس السنة، هذا الاحتفال يتجلى في مستويات عدة، هناك أفراد يحيون ليلة رأس السنة باحتفال حميمي خاص، وهناك مهرجانات تنظم خصيصاً للاحتفال بليلة رأس السنة. وكذلك تحتفل بعض الشعوب بما يشبه الطقوس الدينية أو الاجتماعية بهذه المناسبة لتعبر عن شعور جماعي بالسعادة وأمنيات الخير والسلام والحب.لماذا يحرص البعض على الاحتفال بليلة رأس السنة؟ إنهم يمارسون تقاليد تكاد شيئاً فشيئاً ترسخ حتى تتحول إلى فلكلور شعبي. بعضهم يرتدي أقنعة زاهية تغطي نصف الوجه ثم تطفأ الأنوار قبل خمس دقائق من حلول الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، وما أن تقرع الساعة معلنة دخول أول دقيقة من العام الجديد حتى تضاء الأنوار وتعلو الصرخات والضحكات وتبدأ الأغنيات والاحتفالات.سألت إحدى الحريصات على الاحتفال بليلة رأس السنة عن ولعها بهذا الاحتفال وعن اهتمامها بتجهيز فستان جديد وحلوى وحفلة عشاء دافئة. فأجابتني بأنها تحاول صنع الفرح بنفسها ليلة رأس السنة كي يرتبط دخول العام الجديد في وعيها بالفرح والاحتفال والفساتين الجديدة والحلويات والتحلق مع الأهل والأصدقاء. أكملت أنها في هذه الليلة تنسى هموم العام الماضي وأحزانه، وتستعد لبدء صفحة جديدة عنوانها الاحتفال والأضواء والضحكات الاستثنائية منتصف الليل.تلك فلسفة في الحياة تستحق التأمل، ومفتاحها سؤال وجيه: من يجلب لنا السعادة، الحياة أم نحن؟ هل دورنا أن نتلقى القدر أم أن جزءاً من القدر نصنعه نحن؟ أظن أن الطاقة الشعورية التي نحيا بها هي التي تحدد ذلك. فحين نشعر أن حياتنا ملك أيدينا وأننا نختار ما نريد، سوف نتمكن من صناعة الفرح والسعادة. وحين نظن أن الحياة تداهمنا كالأمواج العاتية فقد ندخل البؤس على مشاعرنا.هل ثمة مشكلة أن نسعى لصناعة الفرح؟ هل نخالف بذلك أي معتقد ذي وجاهة؟ الإجابة لا. إذن فلنصنع أفراحنا ولنخترع مناسبات نعد لها الاحتفالات والابتهاجات. ولتكن بداية العام الجديد بداية تدق أجراس السعادة مداخلها. ولنصلِّ مبتهلين لله ليحل السلام والمحبة وتنزل السكينة على البشرية التي عانت كثيراً في الأعوام السابقة.وكل عام جديد وأنتم بخير وأمنياتكــم إلى تحقـق.