طالعتنا الوفاق كعادتها ببيان على حد زعمها؛ هذه المرة موجه إلى القمة الخليجية وتخاطب فيه قادته وترشدهم للاضطلاع بدورهم بتحقيق الحل السياسي الشامل في البحرين وتفويت الفرصة، حسب ما ادعت، على قوى الإرهاب المتربصة بالمنطقة، هذا البيان كما يقول المثل «إذا لم تستح فافعل ما شئت».الوفاق لا تستحي أبداً، وهي المدعوة بالوفاق ولا تعرف من الاسم معناه ولا تدرك فحواه، هذه الوفاق التي بالأمس قطعت ميلشياتها «الهايوي»، حتى لم يصدقوا الناس أنهم نجوا بأنفسهم وعائلاتهم من موت محقق، هذه المليشيات التي رمتهم بالمولوتوف، ففزعت الأطفال وانهارت الأمهات والآباء الذين قرروا أن يتوكلوا على الله وبسرعة فائقة يمرون تحت ألسنة النار التي اضطرمت في مركبة للأمن العام، هذا الإرهاب الحقيقي المتربص بالمنطقة، هذا الإرهاب الذي يفتك بالبحرين تطالب الوفاق من قادة الخليج أن ينظروا في أمره بأن يمكنوهم من البحرين، وأن يمكنوهم من الجيش والداخلية، ويجلسونهم على كرسي السلطة.ولكم أن تتصوروا أشكالهم وهيئاتهم في هذا المجلس، الذي يضم قادة لهم تاريخ وحضارة امتدت من أجداد الأجداد، فإذا به في يوم وليلة يختطف باسم الحل السياسي الشامل في البحرين، وبعدها تسير الأمور في باقي دول الخليج، هذا هو الإرهاب المتربص، ليس بالبحرين بل بدول الخليج، هذا الإرهاب الذي يضرب القطيف والعوامية، وهو ذاته الذي ضرب الكويت ونثر أشلاء أبنائها وقذف بهم من طائرة الجابرية، هذا الإرهاب الذي علق أجزاء من أجساد الكويت بالأشجار عندما فجرت المقاهي، هو ذات الإرهاب الذي يهدد الكويت والسعودية والإمارات، هذا الإرهاب الذي أباد الملايين من الشعب السوري والعراقي، هذا الإرهاب الذي ضرب اليمن فاغتصب عاصمتها، هذا الإرهاب تسميه الوفاق سلمية وحضارية، ومن مستلزمات وأكسسوارات الديمقراطية.الوفاق التي تتظاهر اليوم بالبلاهة أو أنها كعادتها تستخف بعقول أهل الخليج تدعي أنها تخاف على موارد المنطقة ومصالح شعوبها، وكما تقول إن كافة دول المنطقة تواجه تهديدات وتدخلات خارجية ومؤامرات، نقول لها إذا كان التهديد الذي تقصده من إيران وأمريكا، وإذا كانت صادقة لماذا لم تسمِ هذه التهديدات باسمه، وإذا كانت هناك مؤامرات، فأول مؤامرة خارجية وداخلية هي المؤامرة الانقلابية التي قادتها الوفاق في البحرين، هذه الوفاق التي تقف في صف إيران وتساند نظام بشار الأسد وتصفق للعراق وحكومته الطائفية وتهنئ الحوثيين باغتصابهم صنعاء، هذه الوفاق تخرج لنا بهذا البيان وبالأمس أرسلت برقيات تهنئة إلى الحوثيين ومدحت رئيسهم في تغريدة علي سلمان «خطاب عبدالملك الحوثي يكشف شخصية سياسية مسؤولة، فقد تضمن خطابه رسائل إيجابية للداخل والخارج من المناسب البناء عليها».وهنا نوجه رسالة إلى قادة دول الخليج ونقول لهم إن الإرهاب الأسود هو الإرهاب الصفوي، وذلك عندما عصف بالعراق أولاً ثم لبنان، وها هو يعصف بسوريا واليمن والبحرين، وعلى قادة هذه الدول أن يضعوا نصب أعينهم بأن ليس هناك سلاح أكثر فتكاً بهذا الإرهاب إلا اتحاد خليجي عسكري بشتى مجالاته، وعلى هذه الدول أن تضع استراتيجية للقضاء على المد الصفوي الذي تغلغل في كافة مؤسسات دول الخليج عسكرية وأمنية واقتصادية وخدمية، هذا التغلغل هو الإرهاب الأسود الذي سيقضي على كل كائن حي، هذا الإرهاب الذي سيقطع رقاب أطفال الخليج، وإذا لم تتحرك هذه الدول في قطع يده وتجفيف أوردته التي تشعبت في كل شبر من الدول الخليجية؛ بل هناك دول خليجية لم تظهر فيه التحركات الإرهابية علانية، وقد تكون هذه الدول التي سيفتك بها أشد الفتك، وذلك حين تستفيد هذه الحركات من تجارب الوفاق والحوثيين، وقد تخرج مرة واحدة فلا تستطيع هذه الدولة المقاومة عندما يكون الحرس الوطني والقوات العسكرية ورجال الأمن يوالون إيران، وعندها سيسلمون دولهم كما سلمها الجيش اليمني للحوثيين.