حظر جماعة المرشد الأعلى الشيعية (ولاية الفقيه) حظراً حاسماً وتجريم الانتماء لها قانونياً وإلغاء كل مؤسساتها السياسية والدينية والثقافية وغيرها، هو الذي سيقطع الطريق أمام المشروع الإيراني الذي يهدف لتقويض الأمن في دول الخليج العربي، ويقطع الطريق على الأداة الأمريكية التي تسعى لذات الهدف وبذلك تحمي البحرين كل الدول الخليجية لا نفسها فقط من هذا المخطط. المملكة العربية السعودية والإمارات حسمتا موقفهما واعتبرتا «الجماعات الدينية» الساعية للسلطة عن طريق الإرهاب جماعات إرهابية، وجرمت الانتماء لها أو التكامل معها فلا جناح سياسي مكمل للجناح العسكري الاثنان جماعة واحدة، ولم تعبآ بالصراخ والعويل الذي أحدثته هذه الجماعات والعاصفة التي أثارتها بأن هذه الخطوة تقويض للدين، فالدين لم يولد حين ولدت تلك الجماعات ولن يموت بموتها، الدولتان اتخذتا قراراً حاسماً وقطعتا الطريق عن أحصنة طروادة المتحالفة مع الدوائر الأمريكية الساعية لتقويض الأمن والاستقرار في دولتيهما، والآن جاء دور البحرين التي تمر بتجربة أمر وأصعب مع حصان طروادة الإيراني، فهناك مؤسسات سياسية ودينية وثقافية داعمة ومؤيدة ومكملة للجناح العسكري، للجماعات الإرهابية، والبحرين مازالت مترددة تقدم رجلاً وتؤخر أخرى في اتخاذ قرار بحظرها وهي بهذا التأخير تقوض أمن دول الخليج كله لا البحرين فحسب.إن كانت جماعة المرشد الأعلى السنية جماعة إرهابية بهذا الفكر المقوض لسيادة وحدود الدولة، فإن جماعة الولي الفقيه ما هي سوى النسخة الشيعية لها، فهي جماعة لا تعترف هي الأخرى بالوطن ولا تعترف بالسيادة ولا تعترف بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهي بذلك تعد إرهابية عن جدارة خاصة ومن يحرض عليها جناح سياسي وديني مكمل لمن يحمله مباشرة، والدعم الأمريكي واضح للأجنحة العسكرية.الولايات المتحدة الأمريكية تحالفت مع الجماعتين، وتحالفها مع جماعة الولي الفقيه النسخة الشيعية في البحرين مستمر حتى اللحظة وآخر دلائله تقرير وزارة الخارجية الأخير وتعاطي أكبر الصحف الأمريكية التابعة للحزبين الديمقراطي والجمهوري مع أحداث البحرين الأخيرة، فهي مازالت تضغط على النظام في البحرين لاستثناء الجناح السياسي من قرارات الحظر، و«ازدواجية الرسائل» الأمريكية حول الإرهاب سياسة معروفة ورثت من البريطانيين تهدف لإرباك القرار واحتواء طرفي النزاع، ولا يجب أن تصدقها أو تطمئن لها البحرين.المفروض أن هذه اللعبة انتهت والدولتان المملكة العربية السعودية والإمارات حسمتا موقفهما واتخذتا خطوات كبيرة جداً وغير مسبوقة لإنهائها وغلق الباب عليها وصلت إلى حد قطع العلاقة الدبلوماسية مع الشقيقة قطر لكونها داعمة لهذه الجماعات مادياً وإعلامياً كجزء مكمل لذلك المشروع السياسي الأمريكي في المنطقة وأداة من أدوات تلك السياسة، والبحرين وافقت على المشاركة في هذا القرار الصعب لغلق الباب أمام ذلك المخطط، إنما بقيت البحرين حتى اللحظة مترددة متلعثمة عاجزة عن اتخاذ القرار الحاسم تجاه الجماعات الدينية السياسية حتى الآن، فبقيت الحلقة الأضعف في التحالف الجديد السعودي الإماراتي البحريني.إن أرادت البحرين أن تحمي تجربتها الديمقراطية وتعزز مكتسباتها الإصلاحية والمدنية لابد من اتخاذ هذه الخطوة الهامة، ولا يجب أن يصل أوباما إلى المنطقة إلا ومرسوم ملكي قد صدر وصدقت عليه السلطة التشريعية معبراً عن الإرادة الشعبية يقطع دابر أحصنة طروادة الأمريكية عن المنطقة ويقطع الطريق أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد، والأهم لا يجب أن تدخل البحرين الاتحاد الخليجي إلا وهذا القرار قد اتخذ.... هنا نستطيع أن نقول فعلاً جفت الأقلام وطويت الصحف.