لم يخل بيان ولا تصريح لأمين عام الوفاق ولأعضائه ولما يسمى القوى المعارضة إلا وأشاروا فيه إلى «السلطة والثروات»، وهذا دليل واضح على نزعتهم المادية التي يظللونها بدعاوى نضال وديمقراطية وحقوق إنسانية وحرية دينية وغيرها، فلسانهم يفضح ما في نفوسهم من جشع، وإن حاولوا التظاهر بالزهد والورع، وهو ما يفعله بالضبط ملالي إيران الذين استحوذوا على أموال الشعب وصادروها في حساباتهم الخاصة.هاهي التقارير تثبت كم تبلغ الثروة التي يهيمن عليها المرشد الأعلى؛ حيث كشف تحقيق أجرته وكالة «رويترز» أن خامنئي يتحكم في إمبراطورية اقتصادية تقدر أصولها بنحو 95 مليار دولار، وتدار كهيئة تحت اسم «هيئة تنفيذ أوامر الإمام»، ويطلق عليها «ستاد»، حيث قام بتأسيسها الخميني في 1989، تكونت هذه الثروة من الاستيلاء على آلاف العقارات التي تخص مواطنين إيرانيين عاديين وأصحاب أعمال يعيشون في الخارج، كما أنه ليس مسموحاً الاطلاع على حساباتها حتى للسلطة التشريعية، حيث اعتمد البرلمان الإيراني عام 2008 قانوناً يحظر عليه ممارسة الرقابة على الهيئات التي يسيطر عليها خامنئي بما فيها «ستاد»، أما الثروة الشخصية لخامنئي فقد تجاوزت 40 مليار دولار، كما تستحوذ أسرته على أملاك بمليارات الدولارات.نذهب إلى الحكومة العراقية؛ والتي تفسر لنا هي الأخرى مضمون هذه الولاية التي يُطمح إلى تطبيقها في البحرين، حيث تجاوزت ثروة المالكي 70 مليار دولار، وذلك حسب ما نقلته صحيفة «الجارديان»، حيث تتركز أغلبها في بنوك بريطانيا وسويسرا، ومنها جزء موظف في صورة عقارات في لندن ونيويورك ولوس أنجلوس، ومناطق باهظة الثمن على ساحل البحر الأحمر. أما ثروات قادة العراق فتقدر بـ 700 مليار دولار، حيث تبلغ ثروة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي 23 مليار دولار، التحالف الكردستاني 300 مليار دولار، بينما تبلغ ثروة 25 شخصية من القائمة العراقية قرابة 180 مليار دولار، كما يهيمن 24 عضواً في ائتلاف دولة القانون على قرابة 210 مليار دولار، أما مقتدى الصدر فتبلغ ثروته حوالي 25 مليار دولار.بعد كل هذا؛ كيف لا يسيل لهم هنا لعاب، ولا تطقطق لهم أسنان ويمتد لهم لسان، وذلك عندما يرون ثروات أحبائهم في حكومات ولاية الفقيه والتي بلغت المليارات، فهل تعتقدون أن من يرى هذه الأرقام سيكتفي براتب نائب في برلمان لا يتعدى الخمسة آلاف دينار شهرياً؟ أم سيكتفي بقطعة أرض في السيف أو في البسيتين؟ وهل ستسد عينه هبة مالية بمائة ولا حتى خمسائة ألف دينار أو حتى مليون؟ ثم إذا حسبنا الدعم المالي الذي تحصل عليه المعارضة من بعض الجهات، فقد يساوي أضعاف ما يحصلون عليه من رواتب ومزايا وهبات من الدولة، إذا حسبنا مصاريفهم على السفرات وكلفة الإقامة في الدول الأوروبية لحقوقييهم وإعلامييهم وإرهابييهم، كل هذه الأموال تغنيهم عن المشاركة في برلمان، إذ من الأنفع لهم أن يعيشوا حياة الرفاهية خارج البرلمان إلى أن تأتيهم الثروة والسلطة كما جاءت للمالكي، وهو الشيء الوحيد الذي سيقنعهم، إنها المؤسسات التي ستتم إدارتها تحت اسم الإمام وأخرى بصاحب المقام، وغيرها من أسماء تشرع لثرواتهم التي سيجنونها بعد جلوسهم على سدة الحكم، إذاً فهم أمام أمرين؛ الاستمرار في الإرهاب والعيش في رفاهية الأموال المتدفقة من طهران، أو السلطة التي ستغنيهم بعدها عن أموال إيران.إذا قضيتهم هي ثروة وسلطة وليست ما يدعون، هم من نفس الطينة والجينة، هذا سلكهم وعرفهم على مر التاريخ، هم ليسوا أهل نضال لأجل الحق أو جهاد لإعلاء كلمة الله أو دعوة في سبيله لرفع راية أمة الإسلام، هم ليسوا كذلك ولم يكونوا ولن يكونوا، وهاهي أفعالهم الدموية الإرهابية وهم دون سلطة ودون إمارة، فقد حللوا سفك الدماء واستباحوا الأعراض والأموال، فكيف إذا كانت لهم السلطة؟، إنهم لن يختلفوا عن ولاية الفقيه في إيران التي تثبت دعائم حكمها بالإعدام، وها هي مريم رجوي، رئيس الجمهورية الإيرانية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، تقول «إن الاستبداد الديني الحاكم في إيران وبناء على خلفيته ورؤيته وقوانينه وسياسته اليومية العملية هو حكومة الإعدام، حيث يعدم شنقاً ما لا يقل عن شخص كل 8 ساعات وأنه غير قادر على حفظ حكمه دون الإعدام، حيث تم إعدام أكثر من 1000 سجين في عهد روحاني، بينهم ما لا يقل عن 27 امرأة و12 سجيناً كان عمرهم أثناء الاعتقال دون 18 عاماً».إذاً هي الثروة والسلطة التي تدغدغ أحلامهم وتطير بعقولهم، الثروة التي تصبح أمامها رواتب النواب والوزراء فتاتاً أو ذرات غبار لا ترى بالعين المجردة.
Opinion
مفهوم السلطة والثروة في بيانات الوفاق
21 أكتوبر 2014