لـــن تجد الولايات المتحدة الأمريكيــة «كجمعية الوفاق» مسمار لجحا يعينها على تحقيق مشروعها في إضعاف «الدولة» في مملكة البحرين تمهيداً لإسقاطها ضمن سلسلة الدول التي سقطت في الشرق الأوسط، ولن تجد جمعية الوفاق غير الولايات المتحدة سنداً لها يعينها على هذه المهمة والمصلحة المشتركة بينهما، بعد أن فقدت الوفاق الدعم المحلي والدولي.الولايات المتحدة لا تريد أن تترك البحرين لتنعم بأمن وسلام وتبني دولتها وتنضج تجربتها وتكتسب قواها السياسية الوطنية خبرة تراكمية في ظل أوضاع مستقرة، رغم ما يربط البحرين بالولايات المتحدة من مصالح مشتركة من أجلها منحت البحرين تسهيلات لوجستية وأمنية للأمريكان لن يجدوا مثلها في المنطقة.ولأنه من الصعب على دولة أجنبية أن تضغط للتدخل في شأن أي دولة الآن في عصرنا هذا بوجود المواثيق والعهود الدولية وبعودة النظام القطبي الثنائي وبوجود مجلس الأمن، إلا عن مسمار لجحا لها في تلك الدول، لذلك فقد عملت الولايات المتحدة على غرس هذا المسمار في جميع الدول التي سقطت وبدعوى حماية هذا المسمار خرجت جميع التصريحات الأمريكية لتعلق على موقفها تجاه هذه (المسامير) في تونس وليبيا ومصر واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفي البحرين، ففيها كلها سنجد «مسمار» على صلة وثيقة بالخارجية والاستخبارات الأمريكية، وفي البحرين كانت الوفاق ومازالت مسمارها الذي تتحجج بالتدخل في شؤوننا حماية له، وسكوتها اليوم وعدم إعلان موقفها من الانتخابات البحرينية بانتظار تصفير الصناديق كي تكون ضربة المطرقة التي تعيد تثبيت بها هذا المسمار بعد أن بدا يتأرجح ويترنح.إن قبـــول البحرين بهذا التهديد الخطير على أمنهـــا وسلامتها قرار غير مفهوم إلى هذه اللحظة، فالوفاق لم تترك قرار مقاطعة الانتخابات قراراً خاصاً بها فقد هددت أعضاءها بالفصل إن اختلفوا معها وأرادوا الترشيح واستعانت بالفتاوى الدينية وأقحمت المساجد ووقفت في صف واحد مع الفصيل الذي يدعو للمقاطعة وإسقاط النظام علانية ويقوم الآن بكل أعمال الحرق والإرهاب، وبيانات الإدانة لا تغير من واقع الأمر شيئاً.فإن تزامن هذا الإرهاب مع إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على عودة ميلونسكي والالتقاء بأعضاء الوفاق منفرداً لهو دليل على أن المشروع مازال قائماً وأن محاولة تثبيت مسمار جحا مازالت قائمة، (لم يخص نائب وزير الخارجية البحرين بهذا الاهتمام غير المنطقي كي يطلب زيارتها مرتين دون أن يزور أي من دول مجلس التعاون الأخرى)؟!!لقد قسمت هذه الجمعية ومجلسها العلمائي البحرين إلى معسكرين يزيدي وحسيني منذ تأسست، ثم قسمت الشيعة إلى معسكرين موالين ووطنيين، ثم قسمت فريقها إلى معسكرين تجار للقضية ووطنيين، وظلت حتى اللحظة داعماً لوجستياً لمرتكبي الأعمال الإرهابية محلياً ودولياً مستعينة بدعم أمريكي في جميع المنظمات الدولية التي لجأت لها، كل أسباب الخطر والتهديد هذه مستمرة بلا توقف والبحرين تختار الصبر والتأني وإعطاء الفرصة تلو الأخرى كي يعمل هذا الفصيل عملاً سياسياً احترافياً وطنياً ضمن الأطر الدستورية، وتفضل أن تعبر منطقة الخطر دون قرارات جذرية تقلع هذا المسمار بالطرق القانونية المشروعة التي تعطي البحرين كل الحق في حماية أمنها ووحدتها الوطنية بل وحماية أمن دول مجلس التعاون والوطن العربي برمته الذي اتضح ارتباط مصيره بارتباط أمنه.لذا لتكن نسبة الاقتراع في صناديق الانتخاب هي الدعامة التي تستند لها القيادة في قراراتها الحاسمة المستقبلية لحفظ أمنها ولقلع هذا المسمار وإعادة الأمور لنصابها الوطني.