* يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «أنا أفكر من قديم في أمر نراه دائماً ولا أعرف له تعليلاً: لماذا يضيق أحدنا بالزمان إذا لم يجد ما يقطعه به؟ لماذا تثقل علينا ساعات الفراغ؟ لقد وجدت الجواب: إن ضعف الإيمان، ولو كنت فيما ينبغي أن أكون لأنست في خلوتي بالله، ولم أضق بالوحدة ولا كرهتها، ولما أضعت لحظة من حياتي التي سيسألني الله عنها في غير ما ينفعني عنده يوم العرض عليه، ولكن يا أسفي! ما عندي إلا الكلام، ورجاء العفو من الله».* تأمل.. واترك عنك «فوضوية البشر».. تأمل.. وطنش «ترهلات العقول الطائشة».. تأمل في كون جميل يعطيك الأمل لغد مشرق رائع.. تأمل وثق بقدرة مسبب الأسباب.. تعلق بحبل الكريم المنان.. فالبشر يرسمون مستقبلهم بالتخطيط.. والله الحكيم فوق التخطيط.. وثق أن الأمر كله بيد الله تعالى، وإن كل أمر قدره الله تعالى لك بالرغم من محاولاتك لأمر آخر.. إنما هو خير لك.. ليصرف به عنك السوء.. تأمل فالتأمل لغة جميلة وفسحتك لتزكية النفس.* «العطاء» لوحة فاتنة لا يقدر ثمنها إلا من فهم مغزى حياته، وتبصر في أوقاته وحولها إلى «تربة حياتية منتجة وخصبة».. حاول أن تعطي في كل لحظاتك لتترك أجمل الأثر.. فأنت تعطي لتبني مكانتك في الفردوس الأعلى.. تعطي لأنك تحب الخير لكل مساحات الحياة.. فأنت تشعر - بلا ريب - بالمتعة عندما تنجح في إسداء المعروف للآخرين.. وقدم للآخرين تجارب ناجحة لقصص شخصيات رائعة قدمت الخير لكل البشرية.. وأبرزها قصة نجاح الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله الذي كان منارة شامخة في ميدان العطاء والبذل والتضحية والتأثير.* المرأة كانت ومازالت وستبقى ذلك «المحضن الحنون» والعطاء والبذل في عالم مليء بالتحديات والصعوبات.. المرأة كيان رائع يجابه طوفان الحياة بجسارة ويقبل أن يكون صورة جميلة في النجاح والتميز.. فهنيئاً لكل امرأة تمد يد العون لكل الناس في ديرة الطيبين.. فترسم ابتسامة.. وتزرع الخير.. وتنشر السعادة.. يحق لها أن تبتسم دائماً وتسعد بتواجدها الحكيم في ميدان الخيرية والمحتاجين.. هنيئاً للمرأة في كل حين، فهي نبراس الخير وأمل الحياة.* يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». عندما ينعم عليك الكريم المنان بنعمة تفتح لك مغاليق الأمر، فإنه أول من يبادر للوقوف معك وتهنئتك تلك القلوب الجميلة الصافية الرائعة التي جمعتك معها محبة نابعة من قلوب تحب الخير وتعشق المعروف.. فجميلة جداً تلك القبلات الحانية والابتسامات المعبرة التي تعبر عن «حميمية العلاقة».. في المقابل تدرك منذ الوهلة الأولى ملامح العبوس والتجهم لأولئك الذين تصيدوا من ورائك في الماء العكر.. وأضحت نفوسهم المريضة تلهث وراء كل حدث لتحقق رغباتها الدنيئة.. هي نفوس لا تتمنى لك الخير.. وتربط حظوظها بتميزك وإشادة الآخرين بك.. لأنها نفوس تطمح «من رأيها» أن تسير معك جنباً إلى جنب لتحقق هي ما حققته أنت على أرض الواقع.. وإن كانت الظروف غير مواتية لذلك.* عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أمرني. قال: «الإمارة أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أمر بحق وأدى بالحق عليه فيها». إن تحمل المسؤولية ليس بالأمر الهين كما يعتقده البعض، وليس من قبيل «الترف الحياتي» أو التفاخر بالمناصب والألقاب التي أضحت مجرد مسميات فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع.. وإن قدر ولبست ثوبها فقدرها أعظم التقدير.. وأخلص في ميدانها، وراقب المولى الكريم بأن تكون مسؤولية مجردة من كل المصالح الدنيوية، ومجردة من أهواء النفس والنظرات الشخصية للمقربين.. احذر أن تقفز على أسوارها بمجرد أنك اعتقدت بأنك امتلكت الآخرين وامتلكت عقولهم.. المسؤولية أمانة فاحذر أن تقصر في أداء حقوقها..* رائع جداً عندما تكون ذلك الفارس المتميز الذي يعمل بلا كلل أو ملل.. فارس يعمل في ميدان الخير ويعشق ترابه.. يحول كل لحظات حياته إلى ميدان خير وبصمات مؤثر.. الفارس بيده العديد من المشروعات التي تنتظرها يد الأيام.* عن الفضيل بن عياض قال: كان الربيع بن خثيم يقول في دعائه: «أشكو إليك حاجة لا يُحسن بثها إلا إليك، يارب».. أملي يا ربي أن أقترب منك في كل لحظة بكل عمل يقربني إليك.. لأطهر نفسي من شوائب الحياة.. وأجمل أوقاتي بأعمال خير جميلة تسمو بي إلى المعالي.. أسجد سجدة شكر وقرب وطاعة.. أسجد سجدة تبتل.. فحقق يا أكرم الأكرمين كل حاجاتي.. واغفر لي كل ذنوبي.. ووفقني إلى ما تحبه وترضاه.