الحب والوفاء يسيران في خط واحد على طول المسافة التي يقطعانها ما لم تدخل بينهما الأنانية وحب النفس اللذين بإمكانها أن يدمرا أي حب مهما كان صرحه مشيداً بأساس قوي، وأسطورة إيزيس وأوزوريس هذه الأسطورة الفرعونية القديمة التي كتبت قبل حوالي عام 4000 ق.م هي أكبر دليل على مدى تأثيرها، وهي كأغلب الأساطير المصرية القديمة لها علاقة وثيقة بالمعتقدات الدينية وبعبادة الشمس وتقديس نهر النيل، لكنها تجسد معنى الحب والوفاء وخطورة الأنانية ومدى ضررها على أي حب، حيث تقول الأسطورة إن أوزوريس هو ابن إله الأرض الذي ينحدر من سلالة إله الشمس رع، وقد أصبح أوزوريس ملكاً على مصر وعلم شعبها كيف يزرع وكيف يصنع الخبز، وتزوج أوزوريس من أخته إيزيس وتعاونا سوياً لبناء ونشر الحضارة في البلاد، فرفع عنها الفاقة والحياة الهمجية بإرشاده إلى روح الاجتماع وسر الحياة فهذب العالم كله وأدخل إليه المدنية والتقدم بغير سلاح، بل بأشرف فنونه وأحلاها الأدب والموسيقى والشعر، وهكذا تحولت مصر إلى أرض غنية بخيراتها، دون خلافات بين الناس على شيء، فكان أقل ما يقال أن أوزوريس أحدث إصلاحات اجتماعية وسياسية كانت أكثر مما كان يحلم الناس وأقل من قدرتهم على تقبلها، قبل أن يقتله أخوه ست ويغتصب عرشه.قد يتساءل الكثيرون ما دخل أسطورة «إيزيس وأوزوريس» بالرياضة أو الكتابة الرياضية وما علاقتها بالبحرين ورياضاتها. فأحببت أن أبين بأن اليوم لدينا أكثر من إيزيس وأكثر من أوزوريس خرج من رحم الرياضة اليوم ويمثلها في المجلس الوطني كمشرع ورجل سلطة تشريعية، وكان للرياضة فضلها الكبير بأن يصل لقبة البرلمان، فاليوم وبعد انتهاء الانتخابات النيابية في نوفمبر الماضي وتثبيت المقاعد الأربعين للمجلس النيابي بأسماء ثابتة وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على هذه الأسماء للنواب الأربعين نكتشف بأن ما يقارب ربع أعضاء المجلس عرفوا عن طريق الرياضة في شتى جوانبها وخصوصاً العمل الإداري، وهناك من كان ممارساً للرياضة في الأندية المحلية طبعاً وكان بارزاً في لعبته قبل أن يتركها ويتجه للعمل السياسي.رجائي اليوم من نوابنا الكرام أن يستمر حبهم للرياضة في خطه المستقيم بمحاذاة وفائهم للرياضة وأن تكون لهم بصمة إيجابية لتطويرها بسن القوانين التي تخدمها بشكل جدي بدلاً من أن تترك لمن يريد اغتيالها أو سبيها لتكون مزاراً له في رمضان لغاية في نفس يعقوب.