لا تختلف العملية الإرهابية ضد حسينية الإحساء عن العملية الإرهابية التي طالت مسجد الشيخ عيسى بالرفاع في يوليو 2013، ولولا لطف الله لوقع آنذاك أعداد كبيرة من الضحايا، إنها عملية إرهابية واحدة غير العمليات التفجيرية الإرهابية التي لا يمكن عدها ولا حصر ضحاياه، عمليات نتج عنها سقوط ضحايا بين قتيل وجريح من رجال الأمن ومن المواطنين والوافدين، إنها عمليات إرهابية لا تختلف عن العملية التي طالت هذه الحسينية، إلا أن تناول هذه القضية من قبل الداخلية السعودية يختلف؛ حيث أخذت بعداً إعلامياً واستنكاراً ورفضاً من كافة أطياف المجتمع السعودي، غير العقوبة الصارمة التي سينالها مرتكبو هذه العملية، وإذا ما قارنا هذه العملية بالعمليات الإرهابية في البحرين، والتي سقط فيها الكثير من الضحايا، فلا نرى حتى اليوم صدور أي عقوبة رادعة ضد الإرهابيين تتناسب وحجم الجريمة.ونقارن هنا بين العمليات الإرهابية التي قامت بها مجموعات غير منظمة في السعودية وبين عمليات إرهابية منظمة تقف وراءها جهات معلومة ومكشوفة، حيث تقف وراءها من تسمي نفسها «المعارضة»، والتي تقوم في حال القبض على المشتبه في منفذيها بتوكيل المحامين للدفاع عنهم، وهم محامون معروفون بدفاعهم عن جميع مرتكبي القضايا الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الوفاقية، وحتى إن ثبتت عليهم الجريمة، كما ينكر منفذو الجريمة اعترافهم بدعوى أنها انتزعت منهم تحت التعذيب، وهي المادة القانونية التي يستند إليها محاموهم، وهكذا تموت القضايا يوماً بعد يوم، ويخف وقع هذه العملية الإرهابية على المجتمع البحريني وتبرد حرارتها، وذلك لطول النظر فيها والتأجيل، حتى تتلوها عملية إرهابية أخرى.. وهكذا حتى يعتاد المجتمع البحريني على سماع أخبار هذه العمليات، تماماً كما اعتاد الشعب العراقي واللبناني على هذه العمليات التي أصبحت جزءًا لا يلفت النظر ولا يثير العجب ولا يدفع للتساؤل أو السؤال عن كيف حدثت وأين حدثت.مسارات الإرهاب تعددت وتنوعت بعدما أصبح له في كل دولة له وصف ولون ومبرر، وإذا أخذنا العمليات الإرهابية التي تنفذها الميليشيات الوفاقية وهي عمليات لم يتطرق إليها تقرير دولي ولم يستنكرها ويدينها مجتمع عربي ولا غربي، ولم يتم تنفيذ حكم الإعدام في مرتكبيها، إذن في البحرين الإرهاب لونه زهري، أما في باقي مناطق العالم فلونه أسود لا يقبل الإضافة ولا التخفيف، لونه في البحرين زهري عندما نظر إليه المجتمع الدولي كإرهاب مقبول وكنتيجة طبيعية لتحقيق الديمقراطية، الإرهاب في البحرين مقبول جداً لأنه يعقب كل عملية إرهابية دعوة دولية للحوار بين الحكم وبين من يقف خلف هذه العمليات.العملية الإرهابية التي تم تنفيذها في حسينية الإحساء بالسعودية لا تختلف عن دعوى عيسى قاسم «اسحقوهم»، فكلها عمليات يقف خلفها محرضون وداعمون، وما عملية التفجير التي وقعت في ساحة مسجد الشيخ عيسى بالرفاع إلا نتيجة لهذا التحريض الإرهابي، كذلك العمليات الأخرى التي سقط فيها الضحايا، جميعها نتيجة فتوى «السحق» التي أطلقها ممثل الولي الفقيه في البحرين، لكن وكما قلنا فالإرهاب في البحرين لونه زهري، وسيظل زهرياً طالما كان مدعوماً علانية محلياً ومقبولاً دولياً.ومن هنا يكون التحايل على جرائم القتل التي حددها الله دون أن يجعل لها مخرجاً واحداً للعفو أو التخفيف، جرائم القتل العمد لم تكن يوماً حلالاً لا في دين الإسلام ولا في أية ديانة سماوية أو فلسفة أرضية ولا حتى في المجتمعات الملحدة والقوانين الوضعية، جرائم القتل التي تسمى اليوم عمليات إرهابية، وهي في الأصل عمل المفسدين في الأرض الذين فصل الله جزاءهم في كتابه يتم التحايل عليها بأعذار ومبررات يخرج فيها القاتل بريئاً أو تخفف فيها العقوبة رغم فداحة الجريمة، وإن نسيتم فسنذكركم بجريمة قتل الشهيد رجل الأمن المريسي، والذي تم هرسه بعجلات مركبة ذات الدفع الرباعي والتمثيل بجثته، أليست هذه عملية إرهابية تقشعر منها الأبدان؟ ألم يكن بعد هذه العملية وغيرها من عمليات محاولات صلح وحوار؟ ألم يتدخل المجتمع الدولي ليدفع الدولة إلى أخذ من أوقف في هذه الجريمة وغيرها بالأحضان ثم ترغيبه وتدليله وترضيته؟ فكيف بعدها لا يصبح الإرهاب في البحرين لونه زهرياً.- الإرهاب لون واحد..لن يتوقف الإرهاب طالما تم تأجيل تنفيذ حكم الله في المفسدين في الأرض، ألا وهو القتل أو الصلب أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، هذا هو حكم الله الذي لا يقبل التغيير ولا التخفيف لا بدعوى ديمقراطية ولا مظلومية، وبعدها سيصبح الإرهاب صبغة واحدة، ينتهي معها اللون الزهري والوردي والأرجواني.