مع قرب موعد الانتخابات النيابية، يتوجب علينا وضع النقاط على الحروف، وقبل ذلك يجب أن نضع نصب أعيننا أهم شيء نملكه، ألا وهو بلادنا الحبيبة البحرين.نعلم تماماً أن الناس حينما تخوض تجارب مؤلمة وتعتبرها غير مفيدة لها، إما أنها تأخذ موقفاً مغايراً، أو تتوجس في كل خطوة تقوم بها، هذا رد فعل طبيعي جداً لدى الإنسان.لكن حينما نفصل في موضوع البرلمان، فإننا نتفق -أغلبنا- بأن المشكلة ليست في المنظومة أو الكيان -أعني مجلس النواب- بل المشكلة في الأدوات التي من خلالها إما يكون البرلمان قوياً في أدائه أو ضعيفاً في عطائه.وعليه؛ فإننا ندرك اليوم بأن المواطن البحريني واع أكثر من ذي قبل، وإن كانت عملية منح الأصوات في أول برلمان في العهد الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله عام 2002 تمثلت بالسهولة واليسر تأملاً من الناس بالخير في المترشحين، فإن هذه العملية اليوم أكثر تعقيداً، وخاصة أن الناس باتوا يفكرون ملياً قبل منح صوتهم للمترشح فلان أو علان، ولهم كل الحق، والأسباب كثيرة على رأسها عدم تحقق كثير من مطالب الناس من خلال البرلمان الذي يفترض به تمثيل بصوتهم.لكن هذا لا يعني بأن الحل يتمثل بمقاطعة الانتخابات وعدم التصويت؛ فالقناعة هنا بأن شعب البحرين المخلص بجميع أطيافه من الاستحالة أن ينجر وراء ما تريده الجمعيات الانقلابية وكارهي الوطن، من الاستحالة أن يقوم بنفس فعلهم أو ينتهج نفس أسلوبهم أو يتكلم بنفس لغتهم التسقيطية بحق بلده ومنظوماتها وقيادتها.ولذلك نقول بأن الصد عن البرلمان ليس خادماً للوطن، وأن الانهزام أمام السلبية وتوقع الأسوأ ليس من سمات الإنسان الذي يقاتل من أجل التغيير للأفضل.نعم هناك الكثير من المترشحين يدرك الناس أن دخولهم المعترك الانتخابي وراءه دوافع عديدة وكثيرة قد يكون المواطن من بينها في آخر سلم الأولويات، ندرك تماماً بأن البعض يبحث عن المنصب والبرستيج، وبعض آخر يبحث عن المزايا والراتب، وبعض منهم بالفعل يريد خدمة الناس، لكن كل هذا لا يعني أنني أتخلى عن حقي الدستوري المكفول، لا يعني أن أستسلم وأنهزم، بل هو يزيد المسؤولية بشأن اختيار الأفضل، يحمل المواطن هما أكبر بالبحث عمن هو جاد فيما يطلقه من شعارات، وعمن هو صادق فيما يقوله للناس، وهنا نؤكد أن المخلصين موجودين، وعلى الناس البحث عنهم واكتشافهم ودعمهم.الفلسفة هنا بشأن البرلمان والمشاركة يجب أن تكون فلسفة وطنية بحتة، يجب أن تكون مرتبطة بالبحرين المستهدفة والتي مازالت مستهدفة، هناك من يرقص على نغمة الإحباط، وقمة فرحته تكون حينما يرى الناس تصد عن البرلمان وتنتقص من قدره، وهنا نذكر بما قلناه أعلاه، ليس الخلل في البرلمان بل فيمن يصلون إليه إن كانوا غير أهل لتمثيل الناس.البحرين أكبر من الكل، أكبر من أي شخص، هذه البلد يجب أن نحافظ عليها وعلى مكتسباتها قدر استطاعتنا. الوعي هنا مطلوب، ومعرفة الحقوق والواجبات أمر أساسي يتوجب وجوده لدى كل مواطن.هناك من يريد إفشال هذه الانتخابات، من يقول بأنه سيصفر الصناديق وهو يدرك أصلاً بأنه غير قادر على ذلك، إلا حينما يستغل حالة الإحباط لدى الناس، إلا حين يغذي هذا الغضب ويجعل الناس تصد ولا تذهب للصناديق.علينا إدراك أصول اللعبة هنا، القضية ليست مرتبطة بشكلها العام المؤثر بوصول فلان أو علان للكرسي، القضية الأكبر هنا معنية البحرين الغالية، هذه البلد التي تداعينا جميعاً لأجلها بلا استثناء -أعني المخلصين طبعاً- لحمايتها والتصدي لمن أراد سرقتها وإقصاء شعبها وتسقيط نظامها. اليوم لا يجب السماح لمن يريد أن يلعب بالبحرين أن يواصل لعبه، لا يجب منح المسيء فرصة لزيادة إساءته.انتخاباتنا حق أصيل للبحرين، صوت كل مواطن سلاح للدفاع عن هذه الأرض، المسألة أكبر من انتخابات وكراسي وسيارات ومزايا، القوة تكمن هنا في اختيارنا للأصلح ومن يقوى على حمل الأمانة لخدمة الناس وبالتالي خدمة البحرين.سفينة هذه البلد ستظل سائرة بقوة رغم مساعي الكارهين لخرقها، ووالله لن تخرق طالما في عروق المخلصين نبض. الله يحفظ لنا بلادنا.ا.