نحن مجلس بلدي المحرق؛ إذا أنتم لستم بهاء الدين قراقرش، رمز التسلط على عباد الرحمن، والذي يشتط اشتطاط الشيطان ويحكم حكماً ما أنزل الله به من سلطان، وهي الصورة التي شاعت بين العامة منذ القرن السادس عشر الهجري إلى اليوم، ومازالوا يضحكون عليه ويطلقون على كل حكم نابع من تصرف غريب وغير منطقي بـ»حكم قراقوش». إذا كنت تعتقد أن سياسة «خالف تعرف» ستنجيك وتبقيك على كرسيك فأنت حتماً لم تقرأ في السياسة، ولم تتعلم من الانتخابات الماضية ولا الدروس التي قدمها هذا الشعب لبعض المترشحين أصحاب «المشاريع الخاصة».حين يخرج علينا مجلس بلدي المحرق مهدداً بغلق «مجمع السيف 2» بمنطقة عراد بحجة عدم إقامة المداخل والمخارج للمجمع، فذلك أمر يبعث على الاستهجان والحنق في نفس الوقت؛ إذ أين كنتم طوال السنوات الـ8 التي كان يبنى فيها المجمع؟منذ اليوم الأول لجلوسكم على كرسي المجلس وأنتم تعلمون بموعد افتتاح المجمع، وعلى دراية وعلم بعدم وجود مداخل ومخارج بديلة للمجمع، فلماذا صمتم وتركتم الأمر حتى ما بعد افتتاح المجمع؟ البعض مازال يحتاج إلى أن نصرخ في وجهه وتأنيبه وإن وصل الأمر إلى تعنيفه، فالاستثمار ليس «لعبة» أو عرضة لتقلبات ومزاجيات مسؤول، أياً كان هذا المسؤول، فالأمير خليفة بن سلمان عمل سنين وسنين لجذب الاستثمار ورجال الأعمال إلى البحرين لاستيعاب مشروعات استثمارية تعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي، ودائماً وأبداً ما يشدد ويفخر بأن البحرين موطن للاستثمار، وحكومته جاهدت وعملت في سبيل توفير بيئة صحية تساعد على جذب الاستثمار، ثم بعد ذلك يأتي من يقضي عليه ويخربه. لن أمل من قولها مراراً وتكراراً؛ من أراد مصلحة هذا البلد فعليه أن يترك الزعيق والصوت العالي ويعمل بصمت لصالح هذا البلد، فإذا ما أردت أن تخدم هذا البلد من موقعك؛ فعليك أن تركز في أمور تهم هذا البلد، وبصفتي مواطناً أسكن في المدينة التاريخية العريقة «أم المدن»، أباً عن جد، ليس عندي أهم ولا أكثر انزعاجاً وضيقاً من الكبائن المنتشرة، والتي تشوه وتقبح إطلالة سواحل المحرق من الحد إلى جزر أمواج، وبطول جسر الشيخ حمد، بل إن بعضها يقع في مناطق سكنية كما هو الحال في منطقة «الساية» بالبسيتين، ومن ينظر إلى هذه «العشش» يتخيل المحرق وكأنها مدينة في «مالاوي».طبعاً بخلاف ما يحدث ويدور في «بعض» هذه العشش، وما أدراك ما يحدث، وكل ذلك يتم تحت مسمع ومرأى الجميع، بما فيهم المجلس البلدي -سواء السابق أو الحالي- والذي أصيب بالصم والبكم، رغم أن المجلس البلدي من مهامه الأساسية إدارة وتطوير الخدمات والمرافق العامة ذات الطابع المحلي، وتقديم الخدمات الرئيسة مثل اقتراح إنشاء وتحسين الطرق ووضع الأنظمة المتعلقة بإشغالاتها، وتجميل وتنظيف الشوارع والميادين والأماكن العامة والشواطئ.فهل تعتقدون أن هذه العشش فيها أدنى لمسة من الشكل الجمالي أو تضيف مزيداً من الرقى لمواطني المحرق أو تقدم لمحة تاريخية عن أقدم وأعرق مدينة في الخليج.لست أدعي أن كلماتي ستغير الواقع حتماً، ليس لأني يائس، بل لأني واقعي ومؤمن أن التغيير يقوده المواطنون الغيارى على مصير أوطانهم، وأثق أيضاً بأنه لا يوجد أكثر من المحرقيين في الغيرة على سمعة مدينتهم.