المشهد الانتخابي في مملكة البحرين غدا مثل الشمس حين تشرق بعدما حجبتها بعض الغيوم العابرة فترة من الوقت، والتي رغم تواجدها في السماء فإنها لم تمنع تسلل أشعتها من خلف الغيوم وامتزاجها مع لون الجو المغيم حتى تظهر أن الصباح قد حان موعده، فشمس الحقيقة مهما حجبت يبقى أثرها واضحاً في السماء.شمس الانتخابات التي سطعت في وجه الوفاق لقنت الجميع درساً هاماً، ومنحت رسالة للأطراف المعادية للدولة باسم الشعب البحريني؛ أن الحق قد حان موعده، أول دروس المشهد الانتخابي، الذي لا يشبه في تفاصيله التجارب الانتخابية السابقة التي مرت على البحرينيين، هي نسبة التصويت 52%، والتي تلقي بالضوء على الحجم الحقيقي للوفاق وحجم خديعتها لجماهيرها بأن الانتخابات ستشهد فشلاً ذريعاً وأن الصناديق ستصفر، التاريخ البحريني لن يجد تعرية للوفاق مثل هذه التعرية التي قام بها الشعب البحريني أجمع.الوفاق تشبه في تصرفاتها ذلك القزم الذي اعتلى المنصة وأخذ يخطب بالناس ويحاول إيهامهم بأنه الأكبر حجماً، فصدق البعيدون عن الشأن البحريني كلامه وهم يرون المشهد من بعيد، وتأثر به البعض، فصدق نفسه أكثر، لكن ما إن سحبت المنصة من أمامه وأنزل عنها تبين حجمه الحقيقي المتقزم والمزيف الخادع الذي يبيع الناس أوهام الأغلبية العظمى من الشعب. الوفاق ارتبكت كثيراً خلال أيام الأزمة عندما وقفت أمام العالم على دوار العار لتوهم الجميع بأنهم الأغلبية من الشعب، فرد عليها شرفاء الفاتح بوقفتهم المشرفة، إنهم هم الشعب وبأنهم هم الأغلبية والجماهير الوطنية التي لها مكانتها ورقمها الصعب في معادلة محاولة اختطاف الدولة، ارتبكت أمام أعدادهم المهولة التي خرجت من جميع المناطق، جماهيرهم الغفيرة التي تدرج ضمن «الفئة الصامتة»، والتي لم تعتقد الوفاق يوماً أن هناك جموعاً كبيرة بهذا الحجم المهول، صحيح أنه ليس لهم أي تفاعل في الميدان السياسي لكنهم «حزة الحزة» يخرجون ملبين نداء الوطن، ظنت أن مشروع «التكاثر والتزاوج» في شارعها منذ أيام الثمانينات سيمكنها من التهام جميع مناطق البحرين، خاصة مع عدم تفاعلهم وتواجدهم في الميدان طيلة الوقت، فاكتشفت أن الفئة الصامتة اتسع حجمها وكتلتها على مستوى الدولة بنسبة أكبر من إعدادهم أيضاً، وأنها تدرك الوقت المناسب للظهور والتباهي بحجمها العملاق.الوفاق ومن يعز عليها من جماعات إرهابية حاولت خلال تلك الفترة أيضاً، على أمل تدارك «الفشيلة»، التلاعب بالحقائق والأرقام، فشككت في أعداد أهل الفاتح، وشككت في حجمهم والصور التي التقطت لهم وهم متجمهرون، وأخذت تتلاعب بالكثير من صورهم في وسائل الإعلام المختلفة، وكانت «غيوم أكاذيبها» تنجح أحياناً في حجب الحقيقة وتفشل وتخيب في أحيان أخرى، كما تداولت نسب كاذبة بشأن أعداد شارعها مقابل أهل الفاتح، كمثل من يضرب في الميت والضرب في الميت حرام، أخذت تحاول لصق جمعية تجمع الوحدة الوطنية التي أنشأت بعد التجمع الجماهيري الكبير بهم.. بأهل الفاتح وشرفاء البحرين. الضربة القاضمة التي وجهها الشعب هو بيان حقيقة حجم أهل الفاتح وبنفس الوقت إسقاطه لجميع مرشحين جمعية التجمع، التي تعمد دائماً إلى السخرية من كواليس خلافاتها وتفككها والشماتة فيها، وكأنه رد آخر على الوفاق للتمييز والتفرقة بينهم وبين هذا الكيان الذي تفكك وخبا وهج تفاعله وأدائه، وكلامنا هذا لا يعني أننا ضد مرشحيهم الذين نكن لهم كل المحبة والتقدير، وفيهم بعض الكفاءات الوطنية التي تستحق مقعد البرلمان بالفعل، لولا أنها قد تكون ظلمت نفسها بعدم الترشح مستقلة، وبسبب اختيارات الناخبين الذين لهم مواقف متراكمة وسلبية من التجمع وبنرات مرشحيهم التي حملت هذا الاسم نتيجة الإحباط والاستياء.أما «سحقه مان» صاحب عبارة «اسحقوهم»؛ فقد دارت عليه الأيام وتكابل عليه الزمن، فسحقت دعواته وسحق في يوم واحد فقط أمام العالم أجمع، نعم «سحقه مان» الذي حلل دماء الأبرياء ورجال الواجب راح المستمعون له يحاولون عرقلة مسيرة اليوم الانتخابي بمحاولات الحرق والتخريب وحتى تفجير القنابل، وقد سحقوا جميعهم وانتصر شعب البحرين، وكان الشعب قد حمل مبدأ «من رأى منكم ناخباً فإلى صناديق التصويت أرشدوه، ومن استمع منكم لتحدي التصفير الذي أعلنوه فبالتصويت والتفاعل اسحقوه». النسبة التي تجاوزت الـ 52% تعكس حجم تيار الفاتح الحقيقي، الفاتحون الحقيقيون الذين فتحوا نصراً جديداً وحرروا الدوائر الحديدية الإرهابية التي تحتكرها الوفاق بالترشيح والانتخاب، الفاتحون افتتحوا صفحة جديدة مشرقة في سجل التجربة الديمقراطية الانتخابية في مملكة البحرين، لقد فازوا في معركة الباطل وحرروا أنفسهم ممن يحاول تغليف حقيقتهم بأكاذيبه، راهنوا وربحوا رهانهم وسابقوا فتجاوزوا من حاولوا عرقلتهم بأشواط وأشواط. ربما أهل البحرين زعلوا وغضبوا على الأداء المتواضع لمنتخب مملكة البحرين في كأس الخليج، لكنهم لا يعلمون أنهم فازوا بكأس الخليج العربي في التجربة الديمقراطية الرائدة في سباق العروبة والشرعية والوطنية، لقد حققوا المركز الأول في كأس تعرية الوفاق وتحرير الخليج من أكاذيبها وأخدوعة الشعب الأصلي، نهنئ كل بحريني على ما قام به وندعوه لإكمال الإنجاز وإكمال تحقيق البطولات الوطنية يوم السبت القادم.ندعو جميع المواطنين الشرفاء الأوفياء للبحرين وقيادتها وأرضها أن يسحقوهم؛ أن يسحقوا عصابات الإرهاب والأجندة الخارجية وسفراء المشاريع الانقلابية بإكمال المشاهد الوطنية الجميلة التي رأيناها يوم السبت الماضي، وبإكمال مسيرتهم وما بدؤوا به في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستقام يوم السبت القادم، أن يسحقوهم إعلامياً بالتغطية والتصوير الدائم والنشر على مختلف أدوات التواصل الاجتماعي مع الاهتمام بوضع الهشتاقات النشطة التي يطلع عليها من في خارج البحرين، خاصة الهشتاق العالمي «#غرد_ صورة» و«#selfie» بالتفاعل والحضور والاحتشاد، فحتى أبناء الدوائر الانتخابية التي حسمت ووصل ممثلوها البلديون والنيابيون ندعوهم لإكمال مسيرة «التصفير الوطني» بالتفاعل والمشاركة والتعاون مع الفرق الانتخابية في الدوائر المجاورة لهم ونقل الأحداث أولاً بأول، وتأكيد صورة المواطن البحريني الشريف الموالي للوطن والقيادة.