تحظى المرأة البحرينية بتقدير وثقة المجتمع البحريني؛ هذا ما عكسته لنا الانتخابات البرلمانية، ففوز المرأة البحرينية بمقاعد في المجلس النيابي والمجالس البلدية، رسالة واضحة من أبناء الوطن من الذكور والإناث بأنهم لا ينظرون إلى المرأة على أساس الجندر، بقدر ما ينظرون إليها بنظرة الأكفأ والأجدر، وهذا لا شك في أنه دليل قاطع وبرهان واضح على وعي المجتمع البحريني وكذلك على الحس الوطني الجميل في اختيار الأنسب والأصلح لمن يمثل الشعب في القبة البرلمانية. فانتخابات 2014 كانت تجربة وطنية راقية تنم عن معدن كل فرد على أرض البحرين، بل الانتخابات كانت ملحمة خالدة بأن «تكون البحرين أو لا تكون»، فالمراهنات على نجاح الانتخابات ونجاح انتماء ووطنية كل فرد على هذه الأرض كانت نتائجها من البداية معروفة، فالبحريني الأصيل لا يساوم على أرضه في الأوقات التي يحتاج الوطن إلى التفاف جميع فئات المجتمع، ولكن جاءت الانتخابات بمثابة امتحان قد يكون صعباً على فئة وسهلاً على فئة أخرى عندما يدرك المواطن الغيور بأن لا مزايدة على مصلحة الوطن.فالمواطن البحريني نجح وبجدارة مع مرتبة الشرف، شرف الإدلاء بصوته والوقوف مع الوطن، فمتى ما احتاج الوطن وقفة وطنية كانت الحشود تنهمر كالسيل لنداء الواجب الوطني، فتجمع الفاتح كان درساً جميلاً وخالداً للأجيال القادمة على التفاف المواطنين للقيادة الحكيمة وللوطن، وكانت الانتخابات درساً آخر أعطى لدعاة المقاطعة وتصفير الصناديق بان ليس كل من على ارض البحرين مسيرا لجمعية او لشخصية عامة او حسبما يخطط البعض، وانه ليس واحدا من القطيع، يتحرى خطى بعض القادة، تحت رداء قال الله وقال الرسول. المواطن البحريني بعد التجربة الانتخابية تعدى مسالة الجندر، وصوت بعيدا عن سرب الجمعيات والتكتلات الدينية، ومارس حقه بعيدا عن الأصوات التي كانت تنعق بالمقاطعة والصمت الانتخابي، فالمواطن البحريني ليس سلبيا بل هو إيجابيا فيما يتعلق بالوطن والمصلحة الوطنية. وانتهت المعركة الانتخابية بين المترشحين وبين الناخبين أيضاً، وتبين للمجتمع روح المنافسة التي يتمتع بها كل مترشح، منهم من سلم أمر خسارته بروح رياضية ومنهم من ظهر على حقيقته في عدم تقبل الخسارة واللجوء إلى فضح المترشحين أو الافتراء عليهم، فمعركة النائب الحقيقية بعد فوزه في الانتخابات هي تحت قبة البرلمان، فمثلما حرص المترشح طول فترة الدعاية والتسويق عن نفسة وربما قبل ذلك بسنوات، حرص على أن يستحوذ على رضا الناخبين، فعليه اليوم أن يجاهد بكل قوة لأن يرضي المواطن ويقف معه في مصلحته وحاجته ومتطلباته المعيشية. فالناخب اليوم يقوم بدور المراقب على أداء النائب طوال الأربع السنوات وخلال هذه الفترة يمحص فيها النائب الذي يحمل هم المواطن وبين من يحمل هم نفسه والتسلق على رقاب الآخرين، فالدرس الآخر الذي على النائب أن يفهمه جيداً بأن الناخب بات واعياً مدركاً قيمة صوته في المراحل القادمة، فصوت الناخب هذه المرة هزم نواباً كثراً، مما ترك لمن يراقب هذا المشهد السياسي بأن المواطن لم يعد كالسابق صاحب الصورة النمطية. - كلمة من القلب..نرفع أجمل التهاني والتبريكات لكل امرأة بحرينية، بمناسبة يوم المرأة البحرينية ونثمن جهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى على تخصيص يوم للمرأة البحرينية تحتفي بها البحرين جهود المرأة البحرينية وإنجازاتها في جميع المجالات لما تحظى المرأة اليوم من مناصب قيادية تساهم في صنع القرار، فقصص نجاح المرأة البحرينية كثيرة ومسيرتها في العطاء كالينبوع لا ينضب، ونجاح المرأة البحرينية في الانتخابات ووصولها في المجالس النيابية أمر جدير بالتفاؤل والثقة لمستقبل المرأة البحرينية، فالمرأة أثبتت كفاءتها وأثبتت بأنها جديرة بثقة من حولها، وكل عام والمرأة البحرينية بخير.