لنسمي المواقف بمسمياتها الصحيحة مع تكرار مشاهد تفجير القنابل كل فترة، وبعد استشهاد الشرطي محمود فريد رحمه الله إثر تفجير قنبلة بمنطقة العكر، فكل ما يحدث من إرهاب يتكرر في ذات المناطق في البحرين، وإن كابرت الأنفس مواجهته يدخل في مفهوم «الإتجار بالبشر».فقادة الإرهاب لدينا يتاجرون بالشباب والأطفال في سبيل الحصول على مكاسبهم السياسية الطائفية، ويستغلونهم بذلك في تنفيذ الأعمال غير المشروعه من استخدام القوة والقتل، ولا يقف مفهوم الاتجار بالبشر عندهم فقط؛ بل يتطور ليشمل معهم رجال الأمن الذين باتوا أداة تستخدم لابتزاز الدولة والمواطنين، وباتت أرواحهم لعبة في أيديهم يساومون عمليات حرقهم وقتلهم علها تفيد في الانصياع لمطالبهم الطائفية غير الوطنية، والتي تدخل في المعادلة السياسية مع الدولة. نعم قادة الإرهاب بالبحرين باتوا يتاجرون بأرواح رجال الأمن وبدمائهم في لعبتهم السياسية القذرة، وشهيدنا محمود فريد لم يذهب في سبيل الدفاع عن الوطن بقدر ما ذهب ضحية للعبة سياسية قذرة تاجرت بدمه وبروحه كضحية لتحقيق أجندتهم الخارجية الأصل.أرواح رجال الأمن في رمضان باتت كما «الجراخيات» المفرقعات، يشعلونها كما يشاؤون ابتهاجاً بمواصلة مشاريعهم الإرهابية دون أدنى خجل بأن ما يقومون به لا يقام في شهر المسلمين شهر رمضان فحسب؛ بل لوقاحتهم في المجاهرة بانعدام أبجديات الإنسانية في داخلهم من خلال المباركة بإيقاع قتيل مسلم، فمن يقول إن ما قاموا به يجعلهم غير مسلمين نرد عليه ونقول بل «يجعلهم غير بشر» مجردين من أبسط المقومات التي تفصل البشر عن الحيوانات وقانون الغاب.نعم المشهد الحاصل يدخل في ظاهرة الإتجار بالبشر، ولا معنى لغيره، فعملية التفجير التي قتل على إثرها رجل الأمن ليست الأولى ولا الثانية، ويؤسفنا أن نقول ولن تكون الأخيرة، وإن كانت الأرواح تقتل وتموت شهيدة أمام الطغيان الإرهابي المتصاعد الوتيرة فلا نغفل أيضاً أعداد الجرحى والمصابين من رجال الأمن، والذين لا زال بعضهم يتعالج، في حين أصبح بعضهم الآخر ذا عاهات مستديمة، وكل هؤلاء من رجال الأمن تتم المتاجرة بهم في المشروع الإرهابي ويستغلهم قادة الإرهاب لدينا تحت مسميات «مجنسين حديثاً.. باكستانيون.. هنود.. مرتزقة»، والسؤال هنا هل قتلهم يأتي من منطلق التمييز البشري وتمييز الجنسيات، بحيث حلال قتلهم كونهم غير بحرينيي الأصل مقابل تحريم قتل وإعدام من اعتدى عليهم وقتلهم فقط لأنهم بحرينيون مثلاً؟ يتذرع الإرهابيون أن الدولة تمارس التمييز الطائفي ضدهم فيما هم من يمارس كل أشكال التمييز بما فيه تمييز الجنسيات والأعراق والطوائف.ألا يعني مصطلح الإتجار بالبشر توظيف وتجنيد الأشخاص بغرض استغلالهم للقيام بأعمال غير مشروعة والهدف منها الربح المادي من خلال منظمات تعمل داخل البلاد، ولكن إدارتها تكون بالخارج، وعادة هذه المنظمات يكون لها اتصالات بدول أخرى؟ وصلة الوصل بينهما سمسار؟ والضحية هو كل شخص يتضرر بشكل معنوي أو مادي بسبب الإتجار به. هكذا يفعل قادة الإرهاب لدينا والذين يتبعون بالأصل منظمات خارجية لها مخططاتها ضد البحرين من خلال توظيف وتجنيد الشباب والأطفال المغرر بهم للقيام بأعمالهم الإرهابية بغرض الربح المادي والسياسي والقيادي، أما سمسار الإرهاب والقتل فهو معروف ومشهور لدينا بالبحرين، ومن يريده فليتجه إلى منبره ليسمع توجيهات «اسحقوهم!». مخطئ من يظن أن الضحايا في العمليات الإرهابية الشباب والأطفال المغرر بهم الذين يفقدون مستقبلهم ويتعرضون للمخاطر جراء ما يفعلون، فالضحية قبلهم هم رجال الأمن، خاصة من الجنسيات الآسيوية، والذين جاؤوا من بيئة بسيطة ليؤدوا واجبهم وعملهم، وهم على فكرة أكثر وطنية وشرفاً وإخلاصاً من قادة الإرهاب لدينا، وما قدموا للبحرين عجز هؤلاء من الشعور به حتى.لذا ما نقوله إن كانت المفاهيم الإنسانية في حفظ حياة الآخرين وعدم التعدي عليها ووجود قانون يلزم بالاقتصاص وإعدام من يستهين بأرواح الناس ويسفك دماءهم قد غابت عن الجماعات الإرهابية، والتي لم يعد شهر رمضان بروحانيته وفضائله يكبح جماحها في قتل الأبرياء والتلذذ بسفك دماء المسلمين وجعلت الدكاكين والمنظمات الحقوقية المشبوهه تغض الطرف عنهم، فالمفترض على الدولة ومع تكرار العمليات الإرهابية التي يسقط فيها شهداء من رجال الأمن أن تتخذ موقفاً قوياً وحازماً للضرب بيد من حديد تجاه هذه الجماعات الإرهابية، لأنه وبغير ذلك قد يجعلها شريكة في ظاهرة الإتجار بالبشر التي تنتهجها هذه الجماعات.ونشدد إن كانت الدولة لا تود تسليح رجال الأمن ولا تطبيق القوانين الرادعة تجاه قادة الإرهاب، فأقل الإيمان تزويد رجال الأمن بأجهزة كشف القنابل وإبطال مفعولها المتطورة، والتي تكشف الأجسام الغريبة خاصة تلك المعتمدة عالمياً، والتي تمنح لجنود المشاة وفرق الأسلحة ووحدات مكافحة الشغب في الدول المتطورة، فعملية التفجير في منطقة العكر بالذات ليست مفاجئة، فهذه المنطقة باتت معروفة بأنها وكر للإرهاب في البحرين، وهناك حاجة أمنية ملحة لتمشيطها بدقة والتعامل معها أمنياً بشكل مختلف عن بقية المناطق، وعدم السماح بمرور رجال الأمن في أي جزء منها إلا ومعهم هذه الأجهزة التي توفر لهم الحماية من القنابل، يعني بالمختصر «ماتبون تأخذون حقهم انزين احموهم». - إحساس عابر..للتذكير بالدراما الرمضانية الارهابية العام الماضي جاءت على مسلسل تفجير سيارة مخففة قرب جامع مسجد الشيخ عيسى بن سلمان بالرفاع، كما أن البرستيج الإرهابي المعتاد إيقاع ضحية سواء من جانبهم كطفل أو مراهق وهو يرمي المولوتوف ليلة العيد أو رجل أمن يحترق جراء هذا الاعتداء، والله يستر هالسنة شنو الجديد في هالدراما.