قبل أيام نشرت تغريدة على حسابي بالتويتر والفيسبوك يبدو أنها استثارت البعض المستثار أساساً ولا يحتاج إلا إلى «نكشة» كي يرتكب الأخطاء ويتجاوز حدود اللياقة والأدب، ملخص التغريدة أنه لا مبرر للهجوم الذي تعرضت له الجمعية السياسية التي يسعى بعض المواطنين إلى تأسيسها سوى أنها تشكل خطراً على بعض الجمعيات السياسية. قبل تناول تلك التجاوزات المعبرة عن ضعف وقلة حيلة مهم الإشارة إلى ملاحظة أحد الأصدقاء من جمعية الوفاق الذي كتب ما معناه أنني أتناول في مقالاتي جمعية الوفاق بالشتم والتجريح الشخصي، فعلقت على تعليقه بالقول بأنني لست من الشتامين ولا أعمد إلى تناول الشخوص وليس أسلوبي التجريح؛ وإنما أناقش وأحب أن يرد علي بالمنطق، حيث النقاش يمكن أن يوصلنا إلى المساحات المشتركة وإلى شيء من التفاهم يعود نفعه على الوطن والمواطنين، وطلبت منه الالتفات إلى التعليقات الأخرى التي بادر بها بعض الوفاقيين أو مناصريهم ليعرف من يمارس الشتم والتجريح الشخصي وليعرف مستوى من غضب من أجلهم، فماذا كتبوا؟وكي أكون منطقياً ولا أتهم بأنني ادعيت على أولئك أنشر تعليقاتهم كاملة كما قاموا بنشرها في ذيل التغريدة وهي تعليقان.الأول كتب التعليق التالي: «تذكرني هذه الجمعية بحزب إيراني اسمه رستاخير، أسلوب إنشاء (الجمعيات الغبية) القائمة على إبراز (النكرات) كونهم من صفوة المجتمع هو أسلوب قديم لا يتماشى مع هذا العصر، إن (الحذاء) الذي يلبسه مرافق الشيخ علي سلمان (أعلى قدراً) من هذه الجمعية». والثاني كتب التعليق التالي: «أستاذ فلان.. أرجوك لا تغلط على فردة حذاء الشاب الذي يرافق الشيخ.. مي مقبولة..»، أي غير مقبول منك هذا الكلام، حيث حذاء مرافق الشيخ علي سلمان أشرف وأرقى و.... من هذه الجمعية ومؤسسيها». أما صديقي الوفاقي الذي أحترمه وشكرته على قراءته تغريدتي والتعليق عليها فلم يعلق على ما كتبت له رغم أنني متأكد أنه عاد إلى تلك التعليقات الدونية وقرأها. لم يعلق لأنه واقعي واكتشف مستوى من علق بهذا الكلام الذي يفترض أن يرد عليه من قبل أمين عام الوفاق ليعلمهم -إن كان يهمه الأمر- ويعلم من هم في مستواهم بأن هذا الذي قالوه غير مقبول ومرفوض لأن الآخرين أيضاً يمكن أن يقولونه عنه هو وعن الشيخ عيسى قاسم وعن كل من يعنيهم أمره، وكل هذا لا يجوز وليس من «السنع» ولا من أخلاق أهل البحرين. الشتم والسب واللجوء إلى الكلام البذيء وتحقير الآخرين هو سلاح الضعيف وليس القوي، ولا يمكن قبوله لأنه يسيء إلى كل جهة ينتمي إليها أولئك المستخدمون له، وهو ليس أداة من أدوات النقد، فلهذا الأخير أسس وطرق مختلفة لا أنكر أن بعض الوفاقيين يهتمون به ولكنني أطالبهم وأطالب صديقي الوفاقي وأمين عام الوفاق الذي أقحموا اسمه عنوة في الموضوع أن يتخذوا موقفاً من هذا الذي مارسه وفاقيون أو محسوبون على الوفاق لأنهم بما فعلوا أساءوا لهذه الجمعية وأمينها العام. أتفهم أن الوضع الذي تعيشه هذه الجمعية ومنتسبوها ومناصروها ليس سهلاً، فللهزيمة دائماً طعم مر، وتلقي الضربات الموجعة يومياً يفلت الأعصاب من عقالها ويؤثر على العقلاء، ولكنني بالطبع أرفض تلك التعليقات وينبغي أن يرفضها الوفاقيون لأنها مسيئة لهم مثلما هي مسيئة للآخرين، عدا أنها تضعفهم وتضعف موقفهم أو بالأحرى تزيده ضعفاً على ضعف. لو لاحظ صديقي الوفاقي أن كل ما ذكرته هنا يدخل في باب النقد غير الجارح ولا يمكن تصنيفه في باب الشتم والتطاول على الآخرين، لذلك فإنني أنتظر تعليقه على ما كتبه أولئك، فالاعتراف بالخطأ أول طريق التفاهم