الإحصاءات التي عرضها وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في لقائه السبت الماضي مع رؤساء تحرير الصحف المحلية وعدد من كتاب الأعمدة؛ أكدت معلومة مهمة، وهي أن كل الأعمال الخارجــة عن القانون في انخفاض كبير ومسيطر عليها، وأنه لهذا يمكن القول ببساطة إن المشكلة الأمنية الطارئة في طريقها إلى الزوال، وإن من راهنوا على الفوضى واعتمدوا منهج العنف والتخريب فشلوا ولم يعد أمامهم سوى رفع الراية البيضاء، بينما نجحت الأجهزة الأمنية في خطتها بفضل التنسيق عالي المستوى فيما بينها والتنفيذ الدقيق والعين التي لم تغمض وظلت ساهرة.النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية والتي تم بيانها بإحصاءات دقيقة من شأنها أن توفر حالة الاطمئنان المطلوبة بين المواطنين والمقيمين، فهذه النجاحات التي تحققت في ظروف صعبة وغير عادية تعني أن نجاحات أخرى لاحقة في طريقها للتحقق بسبب السيطرة على كل منابع التخريب والإرهاب وتحقيق مستوى أمني متقدم.في السنوات الأربع الماضية تم تفكيك خلايا إرهابية والقبض على قياديين في تنظيم 14 فبراير وإحباط محاولات تفجير وهجوم مسلح وضبط مستودعات أسلحة وإحباط محاولات تهريب أسلحة وإحباط هروب مطلوبين للأمن، وكثير من العمليات الأمنية الناجحة التي أضعفت المسيئين وطمأنت المواطنين بأن السفينة التي يقودها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بحكمته وحنكته وخبرته السياسية وقدراته القيادية لا بد أن ترسو عند شاطئ الأمان.من الإحصاءات التي تم عرضها إحصائية بينت أعداد الحرق الجنائي «الإطارات والمخالفات»، وكشفت أن هذه العمليات انخفضت إلى حوالي النصف، كانت في العام 2012 حوالي 5700 عملية بينما سجل العام 2014 منها 3804 عمليات فقط، والنسبة نفسها تحققت تقريباً فيما يخص حوادث إغلاق الطرق وغيرها من عمليات التخريب. أما الإصابات في صفوف الأمن فانخفضت بشكل لافت؛ حيث لم تزد في العام 2014 عن 322 إصابة مقابل 945 إصابة في العام 2012 أي بأقل من الثلثين، وأما حوادث الاحتكاك الطائفي فتناقصت من 140 حادثاً إلى 19 حادثاً فقط العام الماضي، وهو ما يعني أن باباً كريهاً قد أوصد. عمل أمني متواصل بدأ في فبراير 2011 واستمر دون توقف، لكنه حقق خلال السنوات الأربع الماضية العديد من الإنجازات التي توجت بنجاح الانتخابات النيابية والبلدية، فقد كان للأجهزة الأمنية الدور الأساس في نجاح الانتخابات بتوفير الإحساس بالأمان للجميع، وهو ما انعكس على نسبة المشاركة التي كانت مفاجئة لمن سعى إلى تخريب الانتخابات وإفشالها ولم يدخر جهدا في شحن المواطنين كي يقاطعوها. نجاح آخر حققته وزارة الداخلية تمثل في الشفافية العالية التي تميزت بها إجابات الوزير في اللقاء المذكور، فقد كانت إجاباته عن كل الأسئلة واضحة ومباشرة وصريحة، واعتمدت على الأرقام والحقائق التي لا يمكن تكذيبها. أما إجاباته عن الأسئلة التي كان لا بد من الإشارة فيها إلى الأطراف الخارجية التي اعتبرت نفسها جزءاً من المشكلة فجاءت هي الأخرى صريحة وواضحة ومباشرة. عن إيران مثلا قال إن عليها التركيز على رعاياها، وعن الداعين إلى اتخاذها نموذجاً قال إن من يرى ولاءه لإيران فمن الأفضل أن يغادر إليها، وعن خطاب أمين عام حزب الله الأخير وتهديداته للبحرين قال إنها تسيء له وإن قيادة البحرين قادرة على حماية البحرين منه ومن غيره. لقاء صريح وفر الإجابات عن الكثير من الأسئلة وتمكن وزير الداخلية خلاله من توصيل العديد من الرسائل للداخل والخارج؛ للداخل ملخصها أن الأجهزة الأمنية مستمرة في تحقيق النجاحات المطلوبة منها، وللخارج ملخصها أن البحرين عصية على كل من يريد بها السوء وأنها قادرة على حماية نفسها وأن كل التهديدات لا تخيفها.