خرج منتخبنا الوطني للرجال لكرة القدم من نهائيات كأس آسيا لكرة القدم المقامة حالياً في أستراليا من دورها التمهيدي بهزيمتين متتاليتين علي يد المنتخب الإيراني في افتتاح المشوار وعلي يد الشقيق الإماراتي في ثاني محطات المشوار لنكون ثالث المنتخبات الخليجية ومن بعدنا قطر الرابعة والسعودية الخامسة التي حجزت تذكرة العودة بعد منتخبي عمان والكويت بنفس النتائج التي حققناها وقد تكون مأساتنا أهون من عمان والكويت بفارق الأهداف التي دخلت مرمانا والتي وصلت إلى ثلاثة أهداف.تفاءلنا خيراً بمنتخبنا الوطني بعد وديتي السعودية والأردن التي خرج منهما منتخبنا فائزاً لكن الواقعية أجبرتنا على أن ننتظر نتاج العمل في المحك الأساسي بكأس آسيا الذي كان نتيجته هزيمتين ووداعاً مبكراً متوقعاً، كنا نمني النفس بتجاوز الدور التمهيدي وتقديم مستوى أكبر من الذي شاهدناه لكن للأسف خرجنا دون جديد!!لن أقسو على لاعبي الأحمر بقدر ما أقسو على صاحب القرار الذي أوصلهم لهذا الحال بخلق حالة عدم الاستقرار وعجز عن إيجاد أرضية صلبة يسير عليها رجال الأحمر حيث عجز صاحب القرار عن إيجاد منتخب بديل لمنتخب 2004 ذلك الجيل الذي وصل لأن يكون رابعاً على القارة الصفراء وقاب قوسين أو أدنى من أن يكون بطلاً لها لأسباب عديدة.البحث عن إنجاز سريع وإهمال القاعدة والمسابقات وعدم وجود خطة إسترتيجية طويلة المدى هي أهم أسباب عدم وجود الأرضية لتسير عليها منتخباتنا الوطنية وأهم أسباب تراجع كرتنا خطوات للخلف بدلاً من مواصلة التقدم أكثر وأكثر.تأخرنا وغيرنا للأسوإ ونواصل المسير العكسي على جميع المستويات خصوصاً في الفئات السنية التي أصبحت مهملة بشكل واضح وصريح لدرجة أننا أصبحنا عاجزين عن إنتاج لاعبين جدد لتدعيم المنتخب الأول وأصبحنا عاجزين عن إيجاد البديل لقائمة شبه مخلدة قد تستمر لأعوام قادمة.لن نرى الجديد ولن نفرح بمنتخباتنا مالم تكن لدى صاحب القرار في لعبة كرة القدم الرؤية الصحيحة والإستراتيجية طويلة المدى كما هو موجود في دولة الإمارات التي خلقت جيلاً من لاعبي كرة القدم تفتخر به دول الخليج قبل الإمارات نفسها بالحفاظ على كوكبة من اللاعبين تدرجوا في اللعب الجماعي من مرحلة الناشئين حتى أصبحوا أبطالاً للخليج واليوم هدفهم اللقب القاري بعد أن وضعوا لنفسهم إستراتيجية عمل ومنهج عمل صحيح وأرضية صلبة، بعكس ما لدينا نحن من أرضية رخوة وعدم استقرار وتخبط في العمل والتفرغ لأمور لا تمت لكرة القدم بصلة والتفرغ لأمور بعيدة عن تطوير الكرة.