أجزم أن الشاعر أحمد مطر عندما كتب قصيدته «عباس وراء المتراس» وذهب بخياله بعيداً لم يكن يتوقع أنه سيأتي يوم يكون فيه نموذج في دولة عربية يفوق «عباس».فقد تحدث الشاعر عن حال البيت الذي دخله اللص وهو يريد وصف حال بعض الدول العربية في وقته، فأطلق اسم «عباس» على صاحب البيت، وذكر أنه كان متأهباً للقاء اللص أو العدو، فقال، عباس وراء المتراس.. يقظ منتبه حساس، حتى قال، عبر اللص إليه وحل ببيته.. أصبح ضيفه، قدم عباس له القهوة.. ومضى يصقل سيفه، صرخت زوجته عباس.. أبناؤك قتلى عباس.. ضيفك راودني عباس.. قم أنقذني يا عباس، عباس وراء المتراس.. منتبه لم يسمع شيئاً.. زوجته تغتاب الناس.ومع كل الجبن الذي وصف به صاحب البيت إلا أن الشاعر أصر على وصفه أكثر من مرة تهكماً، باليقظ المنتبه الحساس، كذلك قال إن عباس كان له سيف يصقله دوماً، فما عسى أحمد مطر اليوم أن يقول وهو يرى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وهو ينفي للصحافيين وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني على أرض العراق وفي جبهات القتال، وليته توقف عند النفي لكنه أضاف أنه سمع بتواجده إلا أنه لم يشاهده أبداً، يتحدث وكأن العراق شقة في عمارة لا أنه بلد مساحته أكثر من 438 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكانه يقرب من 36 مليون نسمة، فهل ينتظر رؤية قاسم سليماني وهو في طريقه إلى الحمام مثلاً!.إذا كان لعباس سيف يصقله فليس لهذا الوزير سيف، وإن كان عباس يقظ منتبه حساس وعلم أن اللص دخل بيته وأصبح ضيفه وقدم له القهوة وبقي في البيت، فهذا الوزير أغمض عينيه وكل حواسه وذهب إلى طهران يعقد اتفاقات مشتركة ويشتري خردة إيرانية أطلق عليها اسم أسلحة بعشرة مليار دولار لينقذ اقتصاد إيران المتهالك، ولا يدري أن قاسم سليماني يلتقط «السيلفي» مع أفراد الميليشيات، ويصور وهو يرقص مع أتباعه على أرض العراق وتحديداً في مناطق العرب السنة التي وزير الدفاع محسوب عليها، فيقتل سليماني أبناء هذه المناطق ويفتك بهم ووزير الدفاع لم يحصل بعد على شرف لقائه في العراق، علماً أن عدداً من قيادات الأحزاب الشيعية صرحوا أكثر من مرة بوجوده وقيادته للمعارك بل وحرصوا على التقاط الصور معه ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي العائدة لهم، وراحت قنواتهم الفضائية تصوره وتشيد بدوره.لو كان وزير الدفاع هذا يقظ منتبه حساس ولو كيقظة وانتباه «عباس» لما سمحت له إيران أن يكون في منصبه ولكنه جاء بمواصفات لا أسمع لا أرى لا أتكلم، ولذا هو وزير الدفاع.