لا يمكن أن تصلح الرياضة ما لم تصلح الأندية الرياضية، ولن تصلح الأندية الرياضية في البحرين ما لم يصلح أعضاء إداراتها، وفي حال فشلت الرياضة لهذه الأسباب، فإن كل الألعاب الرياضية سوف تفشل، وفي حال فشلت كل الألعاب الرياضية فإنك لن تجد جمهوراً يملأ المدرجات في الملاعب والصالات، خصوصاً من فئة الشباب والناشئة، بل لن تجد رياضياً واحداً يعمل لأجل ناديه ليأتي بعد ذلك الخطر.الخطر هو في انشغال الصغار بالسياسة المدمرة، أو انشغالهم مع رفقاء السوء تمهيداً لانزلاقهم في مشاريع بشعة؛ كالسرقات والمخدرات أو تسكعهم في الطرقات وفي أوقات الفراغ، كل ذلك وأكثر بسبب ضعف غالبية إدارات الأندية الرياضية في البحرين، والتي أضعفت بضعفها كل الألعاب الرياضية.إداريو الأندية كلهم جاؤوا عبر صناديق الاقتراع «حلو»؛ لكن ليست هنا المشكلة؛ بل المشكلة في الشللية والمحسوبية وشراء الأصوات وبعض الذمم قبيل موعد تلك الانتخابات بفترات وجيزة، فالذين يفقهون في الرياضة ويعملون طيلة أيام العام في تخصصهم الرياضي، بل ويعتبرون من أبناء النادي في المجال الرياضي، ومن الذين يعملون باقتدار وإخلاص ومحبة وتفانٍ، يتم إبعادهم عن المناصب الإدارية عبر مكائد انتخابية تجري في أروقة الأندية الكبيرة والصغيرة قبل أقل من أسبوع من موعد الانتخابات، حتى يجد أبناء النادي أنفسهم خارج نطاق العمل الرياضي بالكامل، ليقوم بعدها كل من «النطيحة والمتردية والمخنوقة» بإدارة شؤون الرياضة بشكل فج ومضحك، وهم الغائبون عن برامج وألعاب النادي طيلة أيام المواسم الرياضية التي تسبق موعد الانتخابات الإدارية لتلك الأندية، بل إن غالبيتهم لا يحضرون النادي أو حتى المسابقات الرياضية الخاصة به، كبقية الجماهير المحبة للنادي.سياسيون ترشحوا لمجلس النواب لأجل «الشهرة»، وتجار ترشحوا لانتخابات الغرفة من أجل «الرزة»، والكثير من الخاملين في المجال الرياضي ترشحوا قبل أسبوع من موعد انتخابات النادي من أجل «الشهرة والرزة» معاً، وهم بذلك أضروا بالرياضة في البحرين، وأبعدوا من يستحق أن يكون رمزاً وطنياً رياضياً في النادي، فقط لأنه لا يعرف المكر والخديعة، لكنها الأضواء والفشخرة والتباهي والكثير من أمراض النفس البشرية التي تصيب كل من يشعر بالنقص في المجتمع، فيركب هؤلاء «الجمبازية» على ظهر كل مخلص من أبناء الوطن، سواء في مجال السياسة أو التجارة أو الرياضة.إن الرياضة التي تدار عبر مؤامرات تجري في الكواليس المظلمة للأندية ومن خلال سماسرة شراء الأصوات والذمم، ليست هي الرياضة التي تسهم في إنجاح كل الألعاب في أنديتنا الرياضية الوطنية، وليست تلك الرياضة النظيفة العفيفة التي تستقطب الجماهير، خصوصاً من فئة الشباب والصغار إلى معاقلها ومدرجاتها، بل هي رياضة «العائلة والشلة والرَّبع»، أما العاملون المخلصون للعبة والرياضة بكل أشكالها سيجدون أنفسهم خارج حسابات النادي، وحين يخرج المخلص والعامل والمحب للرياضة من ناديه، فإنه سيصاب بالإحباط وسيترك الرياضة لغير أصحابها، وبذلك تتدهور الرياضة في البحرين، بسبب أشخاص لا يحبون الخير للبحرين بل يحبون الخير لأنفسهم فقط.أتمنى أن تكونوا فهمتم المعنى والمعني من هذا الكلام، ولربما وضحت الصورة وزال اللبس والالتباس، حتى كأني بكم عرفتم أي الأندية أعني بكلامي هذا، والسلام ختام.