شابة جامعية محترمة جداً - وكل بنات الوطن الجامعيات منهن وغير الجامعيات محترمات - قامت بمراجعة وزارة العمل في سبيل الحصول على وظيفة تناسب مخرجاتها التعليمية والعلمية، وتناسب كل المبالغ الطائلة التي صرفتها أسرتها لتعليمها في سبيل الحصول على شهادة محترمة لوظيفة محترمة، لكن كل ذلك لم يحصل، بل تم عرض وظيفة على الفتاة، لا يمكن إلا أن نقول عنها بأنها أقل من عادية، «وفي وين»، في فندق!البنت الجامعية انصدمت من موظفة الاستقبال وقالت لها: هل تعتقدين بأن والدي أو زوجي سيقبل أن أعمل في فندق؟ وهم الذين أنفقوا آلاف الدنانير من أجل تعليمي في جامعات خاصة؟ وهل تتوقعين أن وضعي الأسري سيسمح لي بأن أعمل في فندق؟ ثم قالت «فلتعلموا جميعكم، بأننا أبناء «حمولة»، ونتمنى أن تعرض وزارتكم على بنات «الحمايل» وظائف تليق بهن وبمستوى التعليم الذي تلقينه في الجامعات.العمل في فندق «مب عيب»، سيكون هذا رد الوزارة ورد كل المتفلسفين، لكن في ذات الوقت، لن يسمح هؤلاء لبناتهم أن يعملن في فندق، سواء في الليل أو في النهار، وسيقولون إن بناتنا بنات «حمايل». جيد، وهل بنات الأسر المحترمة، بنات شوارع؟ أم بنات فنادق؟يجب على وزارة العمل أن تكون أكثر دقة في اختيار الوظائف التي تناسب الفتاة البحرينية، وأن الأسرة البحرينية غير ملزمة بقوانين وزارة العمل التي تجبر بعض الشركات، ومن ضمنها الفنادق، ببحرنة بعض وظائفها، فللبلد أعراف وتقاليد وقيم، يجب أن تحرص عليها وزارة العمل قبل غيرها، وأن تضع بنات البحرين، خصوصاً الجامعيات منهن في وظائف لائقة.رجعت الفتاة البحرينية إلى بيتها مندهشة وشاكية بسبب عرض الوظيفة الفندقية عليها، وتساءلت في داخلها، هل الوظيفة التي تم عرضها علي قبل قليل، هي الوظيفة التي كافحت في دراستي من أجل الحصول عليها؟ أم أنها للتعجيز والتطفيش، ليكون رفضي لهذه الوظيفة حجة قانونية وشرعية لمنعي من الحصول على معونة التعطل؟!وزارة العمل، والله العظيم «سندرتون عيالنا وذليتوهم» على مبلغ التعطل، «فالشحططة» الأسبوعية التي يعاني منها شباب البحرين على أعتاب وزارتكم في سبيل الحصول على مبلغ بسيط، يبدو أنه في الأساس غير لائق بوزارتكم، ولا يليق بحجم ومستوى وكرامة المواطن البحريني، بل يجب عليكم أن تقوموا بمعالجة هذا الملف بطريقة تحفظ وتصون كرامة الباحثين عن العمل، خصوصاً الفتيات منهم، وأن تغيروا كثيراً من ثقافتكم تجاههم، فتتعاملوا معهم بأنهم باحثون عن عمل شريف ولائق، وليسوا «طرارة».إذا كانت الشابة الجامعية تساوي عندكم «موظفة فندق»، وهو العمل الوحيد الذي تستحقه، فما هي قيمة الفتاة غير الجامعية إذاً؟ تلك الفتاة التي لم تسعفها ظروف الحياة القاسية لإكمال دراستها، فجاءتكم مرغمة لتفتش عن لقمة عيشها بشرف، فهل ستعرضون عليها وظيفة أقل إنسانية مثلاً؟ أم ماذا؟البحرينية يمكن لها أن تعمل في كل المجالات، ولا تخجل أبداً من أن تعمل سائقة في باص مدرسة، لتوصيل طلبة المدارس إلى مدارسهم، لكن، أن تقدموا لها وظيفة في فندق تعمل هناك حتى «أنصاف الليالي» وهي الجامعية المحترمة، عندئذ سيكون جلوسها في منزلها وبين أهلها، أشرف وأعز لها بكثير، من أن تمنعوا عنها معونة «الذل».