بالمقاطعة أو بدونها سيصل أربعون نائباً للمجلس النيابي والدوائر التي تقع تحت تهديد وإرهاب الوفاق سيمثل أبناء هذه الدوائر أحد المترشحين شاءت الوفاق أم لم تشأ، أما أبناء هذه الدوائر فأمامهم خياران لا ثالث لهما إما إن يكون لهم رأي فيمن سيصل، أو سيصل أحد دون رأيهم!امتناعهم عن الاختيار لن يمنع وصول نائب يمثلهم هذا الذي يجب أن تقوله الوفاق لأبناء هذه الدوائر، وقد ترشح العشرات بل زادوا على المائة في الدوائر التي تعتقد الوفاق أنها «مضمونة» لهم وإن كانوا قد عدوها 16 دائرة وفق «حسبتهم»، فهناك العشرات ممن ترشح في هذه الدوائر، ويوم 22 نوفمبر سيفوز 16 منهم وسيصلون للمجلس، بمشاركتهم أو بمقاطعتهم، وكل ما تفعله الوفاق الآن بضغطها وترهيبها أبناء هذه الدوائر أنها تمنعهم من الاختيار ولن تمنع من يمثلهم من الوصول، إذاً لا علاقة بقرار المقاطعة بمصلحة وخير أبناء هذه الدوائر، فهي تمنعهم من المفاضلة لاختيار -إن لم يكن الأنسب- فعلى الأقل المفاضلة بين من يكون ضرره أقل، وبقرار المقاطعة سيكتب عليهم تحمل «بلاوي» أشخاص سيئين لا يستحقون الوصول متسلقين سيفوزون لأن أبناء هذه الدائرة لم يصوتوا للشخص الأفضل.الوفاق تعرف أن مقاطعتهم لن تمنع الانتخابات الأمر خرج من يدها الانتخابات واقع قائم منذ صدور المرسوم، وها هو اليوم اقترب وهناك مترشحون في دوائرها وأكثر من العدد المطلوب، فلم يفز بالتزكية سوى دائرة واحدة، أما بقية الدوائر فيزيد عدد المتنافسين في كل دائرة عن أربع أو خمس وبعض الدوائر وصل عدد المتنافسين فيها إلى 15 مترشحاً!فهل كتب على هذه الدوائر أن تبقى في الحصار لأربع سنوات أخرى حتى تأتي الوفاق في 2018 وتغير رأيها وتقرر أن تشارك وحينها ستصبح الانتخابات «خوش انتخابات»؟!! ألا ينتبه ويعي أبناء هذه الدوائر أنهم مجبرون على مشاهدة فيلم معاد شاهدوه بحذافيره بجميع مقاطعه عام 2002؟ لقد أصبحوا كجمهور فيلم عنتر بن شداد الذي يدخل الفيلم عشرات المرات رغم أنه حفظ الحوار وحفظ المشاهد إلا أنه يفاجأ بموقف الأسر ويفرح حين يفل عنتر الحديد للمرة الألف ويصفقون كأنهم يشاهدونه للمرة الأولى، ألا تكفي مرة واحدة لمعرفة نهاية الفيلم؟ لم عليكم أن تتحملوا قراراً سيتغير بعد أربع سنوات وفي يدكم تغييره الآن والخلاص من هذه العبودية؟لقد دفعوكم الثمن في 2002 ثم غيروا رأيهم ودخلوا 2006، هم ما زالوا يتمتعون بمكأفاة المجلس السابق وأنتم مازلتم تعانون من آثار 2011، زوجاتهم وأبناؤهم في سلام معهم بمكافأة وقدرها! وسيجبرونكم على تحمل نواب لا ترغبون بهم سيصعدون على ظهوركم في حين أن هناك مترشحين في دوائركم هم من الكفاءات ومن الأيدي النظيفة ومن يشرفكم وصولهم، على الأقل امنعوا وصول المتسلقين واسبقوا قرارهم الذي سيتغير بعد 4 سنوات.في النهاية .... قالها لكم أمين عام الوفاق وأقر بذلك علناً بأن الدولة لا تهدد ولا ترعب ولا تخوف ولا تبتز ولا تجبر على المشاركة وهذا إقرار بحضارية ورقي أداء الدولة وثقتها بنفسها وشهادة من عدو الدولة نفسه، فإن كان واثقاً من شعبيته ومن «حكمته» ليته أكمل وقال ونحن أيضاً لن نكون أقل رقياً وحضارة منها ولن نهدد ولن نرعب ولن نبتز ولن نرهب من سيشارك، من أراد المشاركة فهذا حقه... فهل يجرؤ؟!!