في ظل هدوء وتعتيم وصمت عربي رهيب، وفي ظل تجاهل غربي أمريكي متعمد؛ تقوم المليشيات الشيعية العراقية بتفجير المنازل بدعم من الحكومة العراقية الطائفية، وهذه بعض الأخبار التي تناقلتها المواقع؛ بأن مليشيات شيعية قامت بتفجير 37 منزلاً في ناحية الرشيد جنوبي بغداد ومنطقتي البوبهاني شمالي بابل على مرأى ومسمع من الحكومة التي اتخذت التحالف ضد داعش غطاءً لجرائمها، ولم يقتصر الأمر على التفجير؛ بل قامت الحكومة العراقية بقصف الفلوجة، حيث سقط أحد عشر قتيلاً بينهم نساء وأطفال غير الجرحى، وهي عمليات يومية متكررة ليس عليها حساب ولا عقاب لا منظمات دولية ولا حكومة أمريكية، ولا أمم متحدة ولا منظمات إنسانية أو حقوقية، والتي لم نرها أو نسمع عن نشاطها ولم نقرأ تقاريرها إلا عن البحرين.هذه العراق الدولة التي قضمت أرضها واستبدل أهلها، وها هي حالة الاستبدال مستمرة منذ 2003 حتى اليوم، وكما تعرفون الاستبدال والإحلال يجب أن يكون مقابل إبادة جماعية، وهاهي الإبادات الجماعية صارت ملايين دون أن يتحرك ضمير عربي، هذا الاستبدال الذي بدأ بالعراق يسير وفق خطة ممنهجة ومبرمجة بالتعاون مع أمريكا، وما «داعش» إلا وسيلة وطريقة أمريكا وإيران بصورة شرعية ورسمية، وما انسحاب الجيش العراقي أمام جماعات «داعش» التي لا تتعدى الآلاف إلا خدعة لتحقيق مآرب كثيرة، وذلك حين يتم القصف والتفجير بذريعة لا عليها سؤال ولا حولها كلام.فالجميع اشترك، غرباً وعرباً، في التحالف ضد «داعش»، إذاً لا ملامة على طائرة عراقية قذفت قنابل وقتلت أهل الفلوجة وبابل، لأن التبرير جاهز وهو ملاحقة فلول «داعش»، ولكن يبقى سؤال ما بعد القضاء على «داعش» الذي لن يعلن إلا بعد أن يباد الملايين من أهل السنة بين تهجير وتقتيل، ويصير الأمر كله لإيران فلا مقاومة إسلامية ولا علمانية، ويكون هناك التنسيق والإعداد بين أمريكا وإيران للمرحلة الثانية لدولة خليجية قريبة، حيث ستضبط الأعذار ويصبح التدخل بطريقة شرعية وبمباركة دولية بدعوى ملاحقة «داعش» التي تسللت إلى دول خليجية أخرى.هكذا تدخل القوات العراقية والأمريكية والإيرانية هذه الدولة بغتة، فكل أمر ممكن ولن يكون هناك شيء محال، فما يحدث اليوم في سوريا والعراق وبتهاون وتخاذل غربي أمريكي واتفاق وتحالف مع إيران الذي لم يعد سراً، بل أعلنه أوباما بكل صراحة ووقاحة وبأنه سيتصدى في مجلس الأمن لكل من يصوت بفرض عقوبات على إيران بدعوى أنه سيؤثر على المحادثات في الملف النووي الإيراني، وهو ما جعلته أمريكا تبريراً لكل تقارب وتحالف بينها وبين إيران.المحادثات الأمريكية الإيرانية ليس لها علاقة بنووي ولا ذري، بل هي محادثات بشأن تفتيت الخليج العربي لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد، وسيأتي دور الدولة التالية بعد العراق عن قريب، وها نحن نسمع عن دولة فصلت لها بدلات العسكريين، وهذه الدولة مع الأسف الشديد فيها من الموالين لإيران الكثير ليس بالعدد ولكن بالعدة وبالمراكز وفي أهم المناصب والمنافذ، كما لديها السلاح الكافي والوافي الذين منه سيتولون عملية الذبح والقتل للشخصيات، وما يتبقى من الشعب سيرحل عبر الحدود إلى دولة خليجية مجاورة.أبداً، لا تستعبدوا أي شيء، فلم يبق بعدما حدث في العراق شيء محال، وها أنتم ترون وتسمعون ما يحدث فيها كل يوم من تفجير وتقتيل، وهكذا ستتم الأمور بـ «رواقة وهداوة»، كما تمت في العراق حيث لم يدر في ذهن أحد بأنه سيحصل ما حصل، وتذكرون كيف سلم جيشها سلاحه في بداية دخول القوات الأمريكية، فكيف إذا كانت ببعض الدول الخليجية التي جيشها مخترق، فلا شك أنه سيحصل فيها ما حصل، وهذه نتيجة عدم أخذ الحيطة والحذر، وأمور كثيرة وخطيرة غض عنها النظر والطرف؛ من علاقات إيران متطورة وعراقية متغلغلة سمحت لمواطني هذه الدول بالتنقل بين دول الخليج بكل سهولة وبساطة، وها أنتم ترون كيف تطير الطائرات وقد ملئت مقاعدها بالكامل ذهاباً وأياباً والباصات والشاحنات تنقل ما تنقل، فكل الأمور ترتبت، ولم يبق إلا فترة من الزمن لن تكون طويلة، بل هي ستكون أقصر مما نتخيل، فالوضع في دول الخليج من هيجان الفئات الموالية لإيران قد تطور وتدربت وتأهلت للسيطرة على المنشآت والمؤسسات، والدول العربية سقطت دولة تلو الأخرى، ومصر مشغولة بحالة عدم الاستقرار، فلم يبق هناك وقت للاستغاثة حين تكون كل دولة مشغولة داخلياً بحالة من الفوضى وانعدام الأمن، وكل هذا حصل عندما تركت بابل والفلوجة تقصف وأبناؤها يذبحون.