جمعية التجمع الوطني الدستوري خصصت أمسيتها الأسبوعية الاثنين الماضي للحديث عن اللقاء الأخير الذي جمع عدداً من ممثلي جمعيات الائتلاف والسيدة آن بترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، حيث تحدث أمين عام التجمع الدستوري وممثلها في حوار التوافق الوطني عبدالرحمن الباكر عن تفاصيل ذلك اللقاء. المعروف عن آن بترسون أنها عملت سفيرة لبلادها في القاهرة قبل أن تنقل إلى وظيفتها الحالية بسبب استياء الشعب المصري من تدخلها في شؤون مصر ودعمها للإخوان المسلمين. أما مهمتها فهي دراسة الوضع في الدول التي تعاني من أزمات، وتحددها هي بقولها «إن مهمة الولايات المتحدة المساعدة في إيجاد الحلول المناسبة والمتفق عليها بين الأطراف للخروج بحلول متوافقة».الباكر قال إن آن بترسون التقت في زيارتها الأخيرة للبحرين جلالة الملك وسمو ولي العهد ووزير الداخلية ووزير الخارجية، إضافةً إلى وفد جمعيات الائتلاف ووفد من الجمعيات الخمس «المعارضة»، وأنها أكدت في اللقاء الذي حضره مع ممثلين عن الائتلاف على أن الولايات المتحدة حريصة على أن تستمر العلاقات الطيبة بين أمريكا والبحرين ووصفتها بالاستراتيجية، وقالت إن أمريكا مهتمة بالحوار الذي يجري في البحرين وأنها حريصة على أن يصل الأطراف ذوو العلاقة إلى حلول متوافقة، وأن أمريكا تدفع في هذا الاتجاه بكل اهتمام.في اللقاء -قال الباكر- طلبت آن بترسون أن تعرف رأي جمعيات الائتلاف في الحوار والانتخابات المقبلة، فتم إبلاغها بأن الائتلاف يشجع الحوار ويعتبره موقفاً استراتيجياً، وأنه يؤيده ويؤيد مبادرة سمو ولي العهد وما جاء في توصيات بسيوني وأنه يتابع العمل على تنفيذها، وأن الائتلاف قدم مرئياته إلى الديوان الملكي، وتم كذلك شرح الصعوبات التي تواجه الحوار والتي منها الانسحاب المتكرر من قبل الجمعيات الخمس والمطالب التي تشكل إذعاناً لبقية الأطراف المشاركة في الحوار ووضعها الشروط المسبقة، والتي منها طلب الاستفتاء على مخرجات الحوار، إضافة إلى التراجعات بعد الاتفاق على الصيغ بين المتحاورين، والأهم من كل هذا عدم التوقف عن أعمال الشغب والدعم وإيجاد المبررات للأعمال الإرهابية وعدم إدانتها أو التبرؤ منها في العلن.أيضاً -قال الباكر- تم في اللقاء الذي لم يزد عن خمس وأربعين دقيقة التحدث عن بعض صور العنف التي حدثت في بداية الأحداث، وبيان أن ما حدث كان مؤامرة مدبرة، وأن الجمعيات الخمس لم تكن جادة في موضوع الحوار فرفضت الدخول فيه ورفضت مناقشة مبادرة سمو ولي العهد، ثم عندما وجه جلالة الملك الدعوة إلى حوار التوافق الوطني الأول شاركت جمعية الوفاق في جلستين ثم تأخرت وتلا ذلك انسحابها منه، ثم في الحوار الثاني عمدت الجمعيات الخمس إلى عدم الدخول في جدول الأعمال ومارست سلوكاً غريباً تراوح بين التأخر عن الحضور والموافقة على بعض النقاط ثم التراجع عن الموافقة ثم المقاطعة ثم تعليق الحوار وهو ما أكد عدم جديتها.عبدالرحمن الباكر قال أيضاً إن محمد شاهين البوعينين قال في اللقاء للسفير الأمريكي «إن البحرين بخير وإن بإمكانها أن تحل هذه الأزمة باعتمادها على ثقافة شعبها ومكوناتها الاجتماعية، وإن تدخلكم أنتم أيها الأمريكان، وخاصة أنت يا سعادة السفير، يزيد من الأزمة»، وإن آن بترسون منعت السفير الذي احمر وجهه من الرد وقالت وهي تبتسم «إن من مصلحة أمريكا أن تحل الأزمة في البحرين».ملخص اللقاء كان أن وفد جمعيات الائتلاف حرص على بيان أن الأزمة في البحرين داخلية، وأن البحرين قادرة على حلها بنفسها من دون تدخل الآخرين، وهو الأمر نفسه الذي أكدته مداخلات الحاضرين في الأمسية، حيث عبروا عن استيائهم من التدخل الأمريكي وانحياز الولايات المتحدة لطرف بعينه ومحاولة مساعدته على الظفر بما يريد.