من الأخبار اللافتة خلال الساعات 48 الماضية هو الإعلان عن تفاصيل تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) للعام 2014ـ2015. والخبر الأهم من صدور هذا التقرير هو ما حققته الإمارات من إنجاز هام بالإعلان عن المؤشرات الخاصة بها والتي كشفت أنها قفزت 7 مراكز لتكون في المرتبة 12 على مستوى العالم في تنافسية الاقتصاد.خبر مهم جداً، ويثير الفخر بالإنجاز الإماراتي لأنه إنجاز خليجي وعربي في هذا الوقت بالتحديد الذي عمت فيه الفوضى منطقة الشرق الأوسط، وانتشر التطرف والإرهاب في كل مكان من أجل شعارات الوهم باسم الحريات المدنية وحقوق الإنسان المصطنعة لتكون المنطقة بيئة خصبة للتدخلات الخارجية أكثر من أي وقت مضى تاريخياً.ماذا فعلت الإمارات حتى تصل إلى المرتبة الأولى عربياً و(12) عالمياً في مقياس التنافسية العالمي؟الإمارات بحسب التقرير نالت ثقة المواطنين في الحكومة والقيادة، وتميزت بمحدودية البيروقراطية الحكومية، وفي جودة الموانئ، وكفاءات الإجراءات الجمركية واستقطاب التكنولوجيا من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر، وسعت إلى استقطاب المواهب المتخصصة في بناء اقتصاد المعرفة. ولسنا بحاجة إلى التعريف بالمزيد من الإنجازات التي حققتها الإمارات، لأن زيارة لمدة ساعات لإحدى مدنها تكفي للتعرف على حقيقة هذه الإنجازات.إذا ابتعدنا عن هذه الإنجازات من زاوية سنجد أن هناك حملة إعلامية شعواء ضد الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي، وهي حملة لا تستهدف سوى تشويه سمعتها إلى درجة ظهور فكرة حاولت بعض الأجهزة الإعلامية تسويقها بأن الإمارات ضد العرب والإسلام.ويمكن ملاحظة ذلك في ثلاث محاولات فاشلة تمت منذ أكثر من عام، المحاولة الأولى بدأت عندما اتهمت الإمارات إعلامياً بأنها شاركت في فض اعتصام رابعة رغم أن قوات الأمن المصرية هي التي قامت بهذه المهمة. لاحقاً ظهرت حملة أخرى، وهي أن الإمارات تقف ضد الفلسطينيين، وتحارب حماس بعد إقامتها (تفاهمات مع الإسرائيليين)، لم يصدق أحد مثل الادعاءات لأن موقف الإمارات ثابت ولم يتغير يوماً تجاه القضية الفلسطينية، ولم تتغير مشاريع دعمها التي أطلقها المؤسس الشيخ زايد رحمه الله منذ تأسيسه دولة الاتحاد في 1971.أما الحملة الثالثة فكانت التسويق الإعلامي لفكرة قصف الطائرات الإماراتية لمواقع ليبية! محاولة أخرى فاشلة، فمن ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعندما يكون هناك تدخل فإنه تدخل تحت مظلة دولية شرعية ولأهداف إنسانية كما هو الحال بالنسبة لمشاركة القوات المسلحة الإماراتية في الكثير من مهام حفظ السلام حول العالم.لسنا بحاجة للدفاع عن الإمارات، فإنجازاتها ملموسة، وسياستها الخارجية ومواقفها المختلفة تقوم على ثوابت وقيم نابعة من المصالح الوطنية والانتماء لهويتها العربية والإسلامية. ولذلك لم يكن مستغرباً أن تكون الإمارات أولى الدول التي هرعت إلى البحرين للدفاع عن أراضيها ضد أي تهديدات خارجية في أحلك الأزمات، في وقت تخلت فيه بعض الدول عن شقيقتهم البحرين.محاولات ضرب الإمارات وتشويه سمعتها لن تغير شيئاً في سمعتها العربية والخليجية، وستبقى لها الريادة في شتى المجالات في وقت سينال فيه البعض الحسرة والفشل.