أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل مصور بث في الإنترنت الأربعاء الفائت عن إنشاء فرع جديد للقاعدة في شبه القارة الهندية، وقال الظواهري إن الفرع سيعمل على عودة الحكم الإسلامي للمنطقة وإحياء الخلافة الإسلامية فيها، ونقل المركز الأمريكي لرصد المواقع الإسلامية «سايت» إعلان الظواهري في الشريط، قيام فرع جديد لجماعة قاعدة الجهاد، هو «جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية»، سعياً لرفع علم الجهاد وعودة الحكم الإسلامي وتحكيم شريعته في ربوع شبه القارة الهندية. واعتبر الظواهري في كلمة له بثت عبر الفيديو المنشور «أن الواجب الديني يحتم على المجاهدين إعادة الحكم الإسلامي لشبه القارة الهندية التي عمل الاستعمار على تقسيمها لعدة بلدان». وتشمل منطقة شبه القارة الهندية كلاً من الهند وباكستان وبنغلاديش وبوتان ونيبال وسريلانكا ومالديف.حصلت الهند اليوم على التصنيف الرابع عالمياً في المجال العلمي، بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا، وعلى المرتبة الثالثة عسكرياً، وهي في طريقها لأن تصبح من الدول العظمى قريباً، لما لها من مكانة كبيرة جداً على مستوى النهضة المدنية والعمرانية والسياسية والاقتصادية، كما أن هنالك الكثير من التقارير الموثقة تشير إلى الحكومة الهندية الحالية رفعت من مستوى دخل الفرد واهتمت برفع مستوى التعليم العالي بين مواطنيها، حتى بلغ عدد الجامعات والكليات إلى عشرات الآلاف، بل أصبحت شبه القارة الهندية من أكبر مناطق العالم على صعيد البناء التكنولوجي، وكذلك قامت الهند تحديداً بتطوير الزراعة والبنى التحتية ووسائل النقل ومصادر الطاقة، والقضاء على الفساد، كما أصلحت الحكومة كل المؤسسات العلمية والرسمية عبر حزمة من القوانين الوضعية المتطورة، فاستقر الإنسان الهندي في قارته، حتى أصبح عملة صعبة، بدءاً من المهن الصغيرة وانتهاء بعلماء الذرة والتكنولوجيا.هذا الزخم الهائل من الفكر المتطور، والذي صاحبته حزمة أخرى من القوانين والأنظمة السياسيــة المعدلـــة التــــي تعنــــي بالحريــــة والديمقراطية السياسية، جعل شبه القارة الهندية من المناطق التي تحترم في كل أرجاء العالم.هذا التطور والذي جاء وفق استراتيجيات عميقة ومدروسة، ووفق مناهج سياسية متقدمة، وبعد أن اكتمل مشهد الدخول الحضاري نحو العالمية، يأتيك رجل القاعدة الأول، أيمن الظواهري وبحجة نشر الفكر الإسلامي وتثبيت قواعد الجهاد والدولة الإسلامية في شبه القارة الهندية، ليقوم بتخريب متعمد لكل البناء النهضوي الذي بنته الهند في العقود الأخيرة!الهند، هي «سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان، وهي البلد الديموقراطية الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم، هي مهد حضارة وادي السند ومنطقة طريق التجارة التاريخية والعديد من الأمبراطوريات، كانت شبه القارة الهندية معروفة بثراوتها التجارية والثقافية لفترة كبيرة من تاريخها الطويل»، أما عدد اللغات المعترف بها رسمياً فقد بلغت 21 لغة، إضافة لوجود 1652 لهجة معتمدة، ناهيك عن مئات الديانات المتجاورة منذ القدم، وهذا يعني أن الهند من أعظم دول العالم استقراراً وأمناً وتعايشاً ونمواً وازدهاراً وتقدماً، إذا لم تكن تنافس أمريكا والغرب في كل المجالات، ومن هنا نطرح الأسئلة الأخيرة، ماذا يريد الظواهري من شبه القارة الهندية؟ ولماذا اليوم بالتحديد؟ وهل هنالك علاقة بين دعوة الظواهري لفتح/غزو الهند، وبين الغيرة الغربية من تفوقها؟ وهل كل ما تحتاجه الهند في هذه المرحلة من تاريخها المتطور، هو فقط في وجود جماعات إسلامية أُصولية إرهابية تقوم بعدة تفجيرات وغزوات دموية لتوصل شبه القارة الهندية للعالمية، أو لتدخلهم في الإسلام؟إنها مجموعة من الأسئلة البريئة، تحتاج إلى إجابات خبيثة، فهل سيجيب عليها الظواهري؟ أم ستجيب عليها قوة الردع الهندية خوفاً من اختطاف كل إنجازاتها العظيمة؟