أثمرت اجتماعات مكثفة عقدها أطباء سوريون في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا اليوم الاحد, عن عقد المؤتمر التأسيسي لانتخاب نقابة الأطباء السوريين الأحرار.النقابة التي ستبصر النور قريباً هي نقابة مستقلة عن هيئات المعارضة (الائتلاف الوطني – المجلس الوطني – الحكومة المؤقتة)، لكنها تعمل بالتنسيق مع هذه الهيئات، بما يسهم في تطوير العمل الطبي داخل المناطق المحررة، كما يؤكد الأطباء المشاركون في المؤتمر.وعن ذلك، قال رئيس المكتب الصحي في المجلس الوطني، الدكتور مصطفى الحاج حامد، إن هناك سلبيات ومعوقات تواجهنا وتقف عائقاً أمام تنظيم العمل الطبي والصحي في سوريا الحاضر والمستقبل".مهام النقابةوحول أول المهام التي يجب أن تنجزها النقابة، أوضح الحاج حامد أن في مقدمتها معايير العمل الطبي، والمشافي الميدانية، ووضع طلاب الطب، خاصة طلاب السنين الأخيرة من الدراسة والاختصاص وغيرها، ونحن الأطباء المؤهلون أكثر من غيرنا لمداواة جراحنا بأيدينا وترتيب بيتنا الداخلي، لنكون قدوة لأصحاب المهن الأخرى في بناء سوريا المستقبل".من جانبه، رأى الدكتور أسعد السيد، ممثل رابطة الأطباء المغتربين في السعودية، أن تشكيل نقابة أطباء سوريا الأحرار خطوة على طريق تطوير العمل الطبي، لتكون بديلاً عن نقابة أطباء النظام في دمشق، والنقابة الجديدة أمامها مهام عظيمة، على سبيل المثال لا الحصر هناك أطباء شهداء، وأطباء معتقلات، ومن أولويات عمل النقابة تبنيهم ورعاية عوائلهم، وتقديم كل ما تطلبه هذه العوائل من مساعدات وخدمات".النقاط الطبية هدف لنيران قوات النظامواتساقاً مع الآراء السالفة، يضيف الدكتور أنس السيد عيسى، عضو المكتب الصحي للمجلس الوطني، أنه لا توجد أجسام طبية مختلفة فيما بينها، بل على العكس هناك تكامل في عمل الهيئات الطبية، والتي من مهامها توفير خدمات طبية مميزة لأهلنا في الداخل، والذين يتعرضون يومياً لانتهاكات قوات النظام من قصف وتدمير وتهجير".وفي هذا الصدد، قال السيد عيسى إن المراكز والنقاط الطبية هي هدف دائم ومستمر لقوات النظام، حيث استهدفت عشرات النقاط والمشافي الميدانية في المناطق المحررة، شأنها شأن أي نقطة عسكرية للجيش الحر، ما يجعل استمرار عمل هذه المشافي خطراً للغاية".وأضاف السيد عيسى أن هذا المؤتمر سيكون له دور في رفد المنشآت الطبية بالأطباء، هناك أطباء يتعرضون لضغوط كبيرة تضطرهم لمغادرة سوريا، نعمل من خلال إنشاء النقابة تثبيت الأطباء في داخل سوريا والحد من هجرتهم".وكانت مدينة غازي عنتاب في تركيا شهدت انعقاد المؤتمر الأول لأطباء سوريا الأحرار بعنوان "سلاحي.. مشرطي وسماعتي"، خلال الفترة الواقعة ما بين 7-9 مايو 2013، والذي حضره أكثر من 120 طبيباً، وكان من أهم توصياته التحضير للمؤتمر التأسيسي لأطباء سوريا الأحرار، وانتخاب المجلس المركزي للنقابة.بعد ذلك عقدت اللجنة التحضيرية المنبثقة عن المؤتمر عدة لقاءات، وعملت على إعداد النظام الداخلي للنقابة بما يتناسب مع المرحلة التي تمر بها سوريا اليوم، كما تم وضع معايير لتحديد عدد المشاركين من كل محافظة، وعدد المقاعد في المجلس المركزي، وذلك بما يضمن مشاركة الجميع، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الحالية التي تعيشها كل محافظة، وذلك حسب الآتي:دمشق وريفها 28 طبيباً، يمثلهم 4 أطباء في مجلس النقابة المركزي، حلب وريفها 28 طبيباً، يمثلهم 4 أطباء، إدلب وريفها 20 طبيباً يمثلهم 3 أطباء، درعا وريفها 14 طبيباً يمثلهم طبيبان، السويداء 3 أطباء يمثلهم طبيب واحد، القنيطرة 3 أطباء يمثلهم طبيب واحد، حمص وريفها 14 طبيباً يمثلهم طبيبان، حماه وريفها 14 طبيباً يمثلهم طبيبان، طرطوس 3 أطباء يمثلهم طبيب واحد، اللاذقية 12 طبيباً يمثلهم طبيبان، الرقة 7 أطباء يمثلهم طبيب واحد، الحسكة 7 أطباء يمثلهم طبيبان، دير الزور 12 طبيباً يمثلهم طبيبان، وبذلك يكون العدد 27 طبيباً، يضاف لهم 4 من بقية دول العالم، دول الخليج العربي 1، تركيا 1، الأمريكيتان 1، وأوروبا مقعد واحد، ليكون العدد النهائي 31 طبيباً عضواً لمجلس النقابة المركزي.مطالبات للنقابة بتبني مكافحة شلل الأطفالكما لم يغب مرض شلل الأطفال عن نقاشات المؤتمر، حيث حذر العديد من الأطباء من مخاطر انتشار المرض بين أطفال سوريا، وطالبوا النقابة ببذل جهود مضاعفة للحد من انتشاره واستئصاله.الدكتور عبدالرحمن العمر، من فريق العمل الموحد لمكافحة شلل الأطفال، قال إن "موضوع شلل الأطفال هو موضوع الساعة بسبب خصوصية هذا الداء، وما يتناوله من تأثيرات سلبية على صحة أطفالنا، وصل هذا الداء إلى مرحلة أعلنته المنظمات الدولية بمرحلة الوباء، المنظمات الدولية والعربية والسورية المهتمة بهذا الداء تنادت لتشكيل فريق موحد للعمل على تأسيس حملة شاملة لمكافحة شلل الأطفال".